فصل
وقال المصنف في صفحة (50) ما نصه:
إخباره - صلى الله عليه وسلم - بالإهمال الواقع من النجديين للمدينة المنورة الذي سيؤول بها إلى الخراب.
روى أحمد وأبو داود من حديث معاذ بن جبل قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال».
فعمران بيت المقدس قد ابتدأ وظهر إن لم يكن تم بإنشاء دولة اليهود فيه فإنهم عمروه ولا زالوا جادين في عمارته.
والمدينة المنورة في طريق الخراب, لمحاربة القرنيين لها وسعيهم في القضاء عليها بعدم التفاتهم إليها وإلى إصلاحها, مع إهمالهم لأهلها ومعاكستهم لمن يريد الإقامة بها وصرفهم النظر عن سكانها وعدم مساعدتهم ومد يد المعونة إليهم, لتخرب ولا يبقى بها ساكن ولا مجاور لسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - , بغضاً منهم في جانبه الشريف واعتقاداً منهم - قبحهم الله - أن زيارته وتعظيمه بدعة وضلال, فهم يسعون لذلك في خرابها حتى ينصرف الناس عن المجاورة والزيارة. وخرابها كما ترى من أشراط الساعة.
والجواب عن هذا من وجوه:
أحدها: أن ما ذكره عن النجديين من الإهمال للمدينة وأهلها إلى آخر كلامه الذي أقذع فيه فكله كذب وبهتان.