عصفا؟ قال: الرياح. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما (والمرسلات عرفا) قال: الريح (فالعاصفات عصفا) قال: الريح (فالفارقات فرقا) قال: الملائكة (فالملقيات ذكرا) قال: الملائكة.
وروى ابن جرير عن مجاهد (والمرسلات عرفا) قال: الريح (فالعاصفات عصفا) قال: الريح (والناشرات نشرا) قال: الريح.
وروى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة (والمرسلات عرفا) قال: هي الريح (فالعاصفات عصفا) قال: هي الريح (فالفارقات فرقا) يعني القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل (فالملقيات ذكرا) هي الملائكة تلقي الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم (عذرا أو نذرا) قال: عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه.
فهذه أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآيات من أول سورة المرسلات كما ترى, والعمدة عليها لا على قرمطة المقرمطين وشطحات المنحرفين الخاطئين.
الوجه الثالث (*): أن الله تبارك وتعالى أقسم بالآيات من أول سورة المرسلات على وقوع المعاد والجزاء, والله تبارك وتعالى أعظم وأجل من أن يقسم بظلم بني آدم وعدوان بعضهم على
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بالمطبوع (الوجه الثاني)، وهو خطأ طباعي