الأول: ان الآيات في أول سورة التكوير ليست واردة في أشراط الساعة كما زعم ذلك المصنف, وإنما هي في أهوال يوم القيامة كما هو واضح من سياق الآيات, وكما هو ظاهر من كلام المفسرين من الصحابة وأئمة التابعين, والدليل على ذلك ما رواه الإمام احمد والترمذي والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سره ان ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ (اذا الشمس كورت). وإذا (السماء انفطرت). (وإذا السماء انشقت)» قال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه.
الوجه الثاني: ان تفسيره لآية التكوير تفسير بمجرد الرأي. وقد تقدم ان ذلك حرام ومتوعد عليه بالوعيد الشديد.
الوجه الثالث: ان أبي بن كعب رضي الله عنه وغير واحد من أكابر التابعين فسروا الآية بغير ما فسرها به المصنف وهم أعلم بكتاب الله منه. والمرجع في التفسير اليهم وإلى أمثالهم, لا إلى المتكلفين كالمصنف وأمثاله من العصريين. قال أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله تعالى (وإذا العشار عطلت) قال أهملها أهلها, وقال عكرمة ومجاهد هي عشار الإبل, قال مجاهد عطلت تركت وسيبت وقال الربيع بن خثيم لم تحلب ولم تصر تخلى منها أربابها. وقال الضحاك تركت لا راعي لها.
قال ابن كثير والمعنى في هذا كله متقارب.