الوجه الخامس: ان الصحابة رضي الله عنهم اعلم بتفسير القرآن ممن جاء بعدهم ولا سيما حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما, وقد فسر المراد من الآية بالسفن وفسره ايضا بالابل لاشتراكها مع السفن في حمل الاثقال والركوب عليها ومع هذا يقول المصنف ان حمل الآية على الابل باطل مقطوع ببطلانه, وهذه جراءة عظيمة على مقام حبر الأمة, ومن قال بقوله من أكابر التابعين.
الوجه السادس: ان الباطل قطعا هو جزم المصنف بان المراد بالآية السيارات وبابور السكة الحديد, وعزوه ذلك الى ابن عباس رضي الله عنهما وذلك من القول عليه بما لم يقله.
الوجه السابع: ان القول في القرآن بمجرد الرأي حرام. وقد ورد الوعيد الشديد على ذلك كما في الحديث الذي رواه الامام أحمد والترمذي وابن جرير والبغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال «من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار» هذا لفظ ابن جرير وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. وروى الترمذي ايضا وابو داود وابن جرير والبغوي عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من قال في القرآن برأيه فاصاب فقد اخطأ) قال الترمذي هذا حديث غريب.
قال وهكذا روي عن بعض اهل العلم من اصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم انهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن بغير علم.