العقيدة أو الفروع هو شرك أكبر بالله تعالى، سواءً أجاء ذلك في صورة مراسيم بابوية، أم قرارات مجمعية، أم منشورات كنسية.
وقصة عدي بن حاتم - التي ستأتى قريباً- توضح ذلك كل الوضوح؛ ولذلك جاءت دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل الكتاب مناسبة لمقتضى الحال التي كانوا عليها، من عبادة الأفراد وتقديس المخلوقين، فحينما كتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى طواغيت الأرض يبلغهم دعوته، كان نص كتاب هرقل -زعيم النصارى الروم- هكذا:
من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين، و ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:64] [1].
وهذا تعريض جلي بأن النصارى يعبد بعضهم بعضاً، وأن الله تعالى يدعوهم إلى الإسلام الذي ينفي ذلك أشد النفي.
وعندما اختلف بعض الصحابة -رضي الله عنهم- مع ابن عباس -رضي الله عنهما- في مسألة متعة الحج احتجوا عليه بفعل أبي بكر وعمر فقال:
[[يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقولون: قال أبو بكر وعمر]] هذا مع أن [1] فتح الباري: (1/ 32).والأريسيون قيل هم الفلاحون وقيل الأتباع عموماً، انظر المصدر نفسه: (39)، (ولا مانع أن يكونوا الموحدين المنتسبين إلى آريوس).