الأصيل في - مضمونه ومحتواه، بل تعداه إلى الشكل والأسلوب -مثلما فعل إليوت اليهودي، [1]: بالشعر الإنجليزي- وذلك بظهور ما يسمى الشعر الحر الذي هو في الحقيقة نوع من الهذيان والإسهال العقلي - على حد تعبير الشيخ الغزالي في إحدى محاضراته.
وقد بدأه باكثير والسياب بترجمة الشعر الأوروبي إلى عربية منثورة، ثم جاء الجيل التالي الذي كان هزيلاً ممسوخاً في كل شيء فانحصر إنتاجه في هذا الهذيان.
وما دمنا قد تعرضنا لذكر ذلك الغثاء فلنأت بمثال له:
يقول أحد أدعيائه (محمد الفيتوري):
(نار خطايانا
تسيل في حنايانا
فلنتكئ على عظام موتانا
ولنصمت الآنا ...
برج كنيسة قديمة، وراهب قلق
وغيمة تشد قدميها، وتعبر الأفق
ورجل بلا عنق ...
وامرأة على الرصيف تنزلق
وقطة في أسفل السلم تختنق
وصوت ناقوس يدق
يرسم دورة على الفضاء، ويدق ... الخ).
يقول الشيخ الغزالي بعد إيراد هذا الغثاء:
(ودعك من أضغاث الأحلام التي ينقلك إلى جوها هذا الكلام [1] انظر تهافت العلمانية، عماد الدين خليل، فصل: الشهود، علماً بأن إليوت يدعي أنه غير ذلك، انظر ترجمته في (الشعر بين رواد ثلاثة) منح خوري.