ومثل طه حسين سلامة موسى، الذي يقول متحدثاً عن نفسه:
(إنه شرقي مثل سائر مواطنيه، ولكنه ثار على الشرق عندما أيقن أن عاداته تعوق ارتقاءه، ودعا إلى أن يأخذ الشرقيون بعادات الغربيين كي يقووا مثلهم، ولكنه لم يجن من هذه الدعوة غير الكراهية والنفور، وأحس بالتناقض العميق بينه وبين المجتمع، وهو تناقض كاد يفصل بينه وبين مواطنيه، فإن أسلوب حياته وأهدافه الثقافية والسياسية والروحية تنأى عن عادات مجتمعه، إنه ليخالف سائر الكتاب إذ هو -وإن كان يكتب بالعربية- فإنه يفكر تفكيراً أوروبياً) [1].
ومن هؤلاء أحمد لطفي وصهره إسماعيل مظهر وقاسم أمين.
2 - احتقار الماضي الإسلامي وتربية الأجيال تربية لا دينية حديثة: ولنأخذ مثالاً على هذا ما قاله مؤلف كتاب مصر ورسالتها:
(عندما فتح العرب مصر عام 640 وكانت ولاية بيزنطية تحكم من القسطنطينية، وعندما غزا الفرنسيون مصر عام 1798 وجدوها ولاية عثمانية تحكم من نفس القسطنطينية، التي حملت اسماً جديداً وهو إستامبول أو الأستانة، ولم يكن حالها عام 1798 بأحسن من حالها عام 640، كان الناس في بؤس وذل وكان البلد في خراب!
فكأن اثني عشر قرناً من تاريخ هذا البلد ضاعت سدى، كأن هذه السنوات الكثيرة قد انقضت ونحن نيام بعيدين (كذا) عن الوجود!
شيء لم يحدث في تاريخ بلد مثل مصر أبداً، تصور اثني عشر قرناً ونصف تذهب سدى! قد يقال قد قامت خلالها دول وأمجاد ... [1] الأدب للشعب: (131).