وأحمد رضا أمه نمساوية وأبوه كان يعرف باسم إنكليزي علي بك نظراً لميوله للإنكليز وحبه لهم [1].
ونامق كمال كان وطنياً متأثراً بالنزعة القومية التي عاصرها أثناء إقامته في العواصم الأوروبية المختلفة [2] ووقع الصدام المحتوم بين هذه الحركة وبين السلطان عبد الحميد -رحمه الله- الذي كان يروم الإصلاح الحقيقي ممثلاً في دعوته إلى الجامعة الإسلامية وإعلان الجهاد.
وفي سنة 1897 استطاع بحنكته ودهائه أن يشل هذه الحركة، ويستميل كثيراً من عناصرها، ولكن الجو الذي خلقته هذه الحركة والأفكار التي نشرتها ضد الإسلام، كانت دافعاً مشجعاً لنشوء حركات سرية تآمريه تتمسح بشعارات وأهداف هذه الحركة، وتخفي في أعماقها ما لم يكن في الحسبان.
نستطيع القول أن الحركة السالفة الذكر والتي تزعمها مدحت باشا وأعوانه تصور الجانب الذاتي من المأساة، وها قد تهيأ الجو لأعداء الأمة المتربصين كي يقضوا على الإسلام عقيدة وشريعة معتمدين على ذلك الجانب!
ذلك أنه في تلك السنة نفسها 1897 اجتمع المؤتمر الصهيوني الأول وقرر أن تقوم دولة إسرائيل في فلسطين التابعة لحكم عبد الحميد.
وبسبب أن السلطان رفض بإصرار المساومة على فلسطين ولكون [1] القومية والغزو الفكري، جلال كشك: (262 - 263). [2] انظر: الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية، الندوي: (54)، وفيما يتعلق بحركة الإصلاح التركي والأثر الأوروبي فيها يحسن الإطلاع على كتاب (أربري): الدين في الشرق الأوسط، فصل Religion and anti religion- الجزء الثاني: (605 - 616).