القضاء على الأزهر ومعاهده وكتاتيب القرآن، ووضع نموذجاً خبيثاً للدس على الإسلام وتشويه تاريخه خلال المنهج التعليمي، ولا أدل على نجاح هذه الخطة من بقاء آثارها إلى اليوم في مصر والدول العربية عامة [1].
وفي العراق وضع المستر كوك خطة مماثلة حولت العلماء إلى موظفين بمديرية الأوقاف، وبحجة تنظيم الأوقاف إدارياً ومنهجياً قضي على التعليم الديني الذي كان يعيش على أموال الأوقاف، بل أقفلت الجوامع التي كان القرآن يحفظ فيها [2].
وفي بلاد المغرب كان الفرنسيون يحولون الجوامع والزوايا إلى إسطبلات للخيول ومخازن للسلاح بعد طرد طلابها، في الوقت الذي كان فيه التعليم اللاديني يدعم بكل وسيلة [3].
وبلغ هذا العمل قمته بالجامعات والكليات التي بنيت في إسلامبول والقاهرة وبيروت ولاهور وغيرها، تلك التي كانت -ولا يزال ما بقي منها- لا دينية صرفة.
4 - استخدام الطوائف غير الإسلامية وإحياؤها، وهذه الخطوة من أخبث الخطوات وأعمقها دلالة، فحيثما حل المستعمرون يقومون بنبش العقائد الميتة أو تنظيم الطوائف غير الإسلامية، ويمهدون لها السبيل لتولي المناصب المهمة، مستثيرين حقدهم على المسلمين بالزعم بأن الفتح الإسلامي كان استعماراً لهم، وأن المسلمين متعصبون ضدهم ... إلخ، ففي بلاد الشام تعهدت فرنسا بدعم النصارى وسلمتهم الوظائف العليا، ونظمت فلولهم في جمعيات ومؤسسات [1] انظر: كتاب هل نحن مسلمون، محمد قطب: (136) فما بعدها. [2] انظر: كتاب المخططات الاستعمارية: (148) فما بعدها. [3] انظر: الغزو الفكري، جلال كشك: (48).