وأما اعتقادهم أن الكنيسة فهمت التثليث خطأ من نصوص الكتب المقدسة، واستنبطته من تأويل بعض عبارات الأناجيل القائلة " أبي": "ابن الله" وأشباهها، فليس بأقل قوة من سابقه، وقد نبه إلى ذلك جرين برنتن، فقال: "يستطيع المرء إذا أخذ بالتفسير الطبيعي لمصادر العهد الجديد أن يزعم أن يسوع لم يدع لنفسه الألوهية قط، وأن مثل هذه العبارات (أي: أبي وابن الله) إنما رويت محرفة، أو استعملت مجازاً أو كانت هذا أو ذاك" [1].
ومن اليسير علينا تأييد هذا الرأي بما ورد في الأناجيل والرسائل من إشراك سائر الناس مع المسيح في إطلاق هذه العبارات عليهم وعدم اختصاصه بهذه الصفات جاء ذلك في مواضع كثيرة، منها:
1 - "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله، وكل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضا، بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله" [2].
2 - في إنجيل متى يقول المسيح: "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" [3].
وفيه أيضاً يقول المسيح للتلاميذ: "صلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك" [4].
4 - يقول في إنجيل لوقا: "ومن اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الإنسان قدام ملائكة الله" [5]. [1] أفكار ورجال: (177). [2] رسالة يوحنا الأولى صح (5/ 1 - 3). [3] صح (5/ 10). [4] صح (6/ 10 - 11). [5] صح (12: 9).