المرأة تزاحم الرجل في معترك الحياة هي سبب فعال في هذا الانهيار السريع والشرور المجتمعة المدمرة.
يقول شبنجلر في مؤلفه الشهير تدهور الحضارة الغربية: "عندما يبدأ الفكر العادي لشعب رفيع الثقافة والعلم بأن يعتبر إنجاب الأطفال هو قضية لها وجوهها المؤيدة والمناهضة، فعندئذ تكون نقط الانعطاف العظمى قد جاءت وحان أوانها، وعندما يتوجب علينا أن نقدم إطلاقاً الأسباب لقضية من قضايا الحياة، عندئذ تصبح الحياة ذاتها مشكوكاً في أمرها ومدار تساؤل ... وكما هي الحال في مدننا نحن معشر الغربيين أصبح اختيار الرجل للمرأة لا بوصفها أماً لأولاده كما هي الحال بين الفلاحين والبدائيين بل بوصفها رفيقة حياة معضلة للعقول ومشكلة، فالزواج عند أبسن يبدو على أنه الامتزاج الأرقى حيث يكون فيه كل من الفريقين حراً طليقاً .. وهكذا بمقدور شو أن يقول: إنه ما لم تفكر المرأة بأنوثتها وبواجبها إزاء زوجها وأطفالها والمجتمع والقانون وإزاء كل إنسان آخر ما عدا واجبها إزاء نفسها؛ فإنها لا تستطيع أن تحرر أنوثتها.
إن المرأة الفلاحة هي أم، وإن كامل رسالتها - هذه الرسالة التي تحن إليها منذ طفولتها - إنما تحتويها تلك الكلمة أم، ولكننا نرى اليوم امرأة أبسن المرأة الرفيقة الزميلة الخدن تخرج إلينا، ونراها بطلة جميع آداب المدن العالية العظمى، ابتداء من الدراما الشمالية حتى الرواية الباريسية، فهي بدلاً من أن يكون لها أطفال لها تصادمات وتناقضات نفسية، وما الزواج غير فن من براعة هدفه تحقيق التفاهم المتبادل.
وسيان أكانت القضية -قضية معارضة إنجاب الأطفال- هي قضية السيدة الأمريكية التي لن تقايض على حضور أي موسم حفلات بأي ثمن، أو قضية السيدة الباريسية التي تخشى أن يهجرها عشيقها، أو