responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها المؤلف : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 418
المعنوية للحرية البشرية كانت قد سادت، وكان لا بد من أن تظهر دلائلها، إن عاجلاً وإن آجلاً) [1].
عندئذ ظفر الهدامون ببغيتهم المنشودة، وسنحت لهم الفرصة التي طال ارتقابها، إلا أن الموضوع لم يبرز إلى حيز الواقع الملموس إلا بعد الانقلاب الصناعي الذي جر الويلات والمصائب على المجتمعات الغربية عموماً، والطبقة الدنيا خاصة، فقد استغل الرأسماليون الربويون عوز الناس والمجاعة التي اجتاحت الأسر الكادحة لتشغيل النساء في مصانعهم بأجور زهيدة، وكان النساء في مناجم الفحم يجررن العربات المحملة في دهاليز واطئة، ويحملن أثقالاً عظيمة من الفحم إلى السطح، ويرقين سلالم شديدة الانحدار أو درجاً حلزونية) [2].
وعلى الرغم من ذلك فلم يخل الأمر من فائدة نسبية للنساء الفقيرات، إذ أدى ذلك إلى تحسين نسبي في معيشتهن وإلى شيء من التعديل في القيمة المجتمعة للمرأة، وقد ركز الهدامون وأبواقهم على هذه الفائدة النسبية وأسموا هذا التحول المجتمع تحرير المرأة، وراج هذا الاصطلاح في الصحافة حتى أصبح رمزاً خداعاً للمخطط الذي كان الهدامون التلموديون يدبرونه في الخفاء، وأسهم الكتاب -على اختلاف مقاصدهم- في ترسيخ ذلك، حتى لقد قال هارولد لاسكي بعد الحرب الأولى: لم تتحرر النساء من أغلالهن إلا بعد أن جعل الانقلاب الصناعي جهودهن الاقتصادية مظهراً مألوفاً من مظاهر المجتمع، فلم يكن بد من الاعتراف بهذه الجهود، وعندئذ فتحت لهن أبواب الأعمال التي ظن الناس أن دخولهن فيها ضرب من المحال

[1] تاريخ العالم: (1/ 400).
[2] المصدر السابق (1/ 401).
اسم الکتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها المؤلف : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست