المزارع الجماعية فكرة فاشلة، ثم تتنازل عنها، وقد أدت هذه الأمور في أوكرانيا إلى مجاعة 1931 - 1932، التي مات فيها الملايين من الناس، فكانت القرية تموت بجميع من فيها، لقد كان ثمن تسرع البلاشفة وتعصبهم غالياً".
ويقول أندريه جيد: "لقد حدث أن زرت إحدى المزارع الجماعية النموذجية، وهي من أبدع مزارع الإتحاد السوفيتي وأغناها، ودخلت بيوتاً متعددة وليتني أستطيع أن أنقل إليكم ذلك الانطباع المطرد الكئيب الذي يحس به من يدخل هذه البيوت من أثر انعدام الفردية انعداماً كاملاً، لقد كان في كل منها نفس قطع الأثاث القبيحة، ونفس الصورة للزعيم استالين، ولا شيء غير هذا، فلم يكن هناك أدنى أثر لأي تحف أو ممتلكات شخصية، ولو دخل أحد السكان بيتاً غير بيته ناسياً لما أحس بأي تغيير أو اختلاف" [1].
هذه هي الأمثلة الواضحة لتطبيق الشيوعية والمعيار السليم للحكم عليها، وتلك هي نتائجها الاقتصادية المزرية، فضلاً عن نتائجها السياسية الفضيعة، التي تتمثل في وقوع الكثرة الكاثرة من الشعب عبيداً في قبضة الحكومة الإستبدادية، مرهونين بقوتهم الضروري وأمنهم المحفوف بالمخاطر، كما سبق في فصل علمانية السياسة.
ومع أن في وسعنا أن نفصل القول فيما سبق إلا أننا سنكتفي بهذا الإجمال، إذ أن الواقع المعاصر ملء سمع وبصر كل إنسان أوتي حظاً من المعرفة والنظر، وليس إدراك هذه الحقائق مما يخفى على [1] الصنم الذي هوى: (253).