responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها المؤلف : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 322
وإذا كان هناك الكثير من الشواهد القاطعة تثبت الواقع البشع الذي يعيشه الإنسان في ظل الجاهلية الشيوعية، والمآسي الشنيعة التي يتعرض لها ليس في فكره وروحه فحسب، بل وفي قوته اليومي -أيضاً- فإن بعض المخدوعين بالشيوعية يروعهم التقدم الملموس في المستوى الصناعي، فيغشي أبصارهم عن الحقائق المرة المصاحبة لهذا التقدم، فينسون -أولاً- أن سعادة الإنسان وطمأنينته هي المقياس الحقيقي لنجاح أي عقيدة أو مذهب، وليس الإنتاج المادي بالغاً ما بلغ، وهذه الحقيقة يعترف بها أحد المرتدين عن الشيوعية، وهو الكاتب القصصي لويس فيشر، الذي يسخر من نفسه حينما كان يفضل الكيلوات على الإنسان، مخدوعاً بإنجازات الثورة الشيوعية في بعض مجالات الإنشاء والتعمير [1].
والحقيقة الثانية هي أن التفوق الشيوعي في المجالات المدنية ضئيل إذا قورن بالمستويات التي وصل إليها الغرب، وأن المجال الذي برز فيه الشيوعيون هو ميدان الإنتاج الحربي بصفة خاصة، وما ذلك إلا لإحكام القبضة الحديدية على الشعب وإرهابه بدرجة تجعله يطرد من ذهنه كل أمل في الخلاص وكل طمع في عون خارجي.
والحقيقة الثالثة: أن مكاسب هذا التقدم تؤول إلى الطبقة الحاكمة المستبدة وحدها، وأن الشعب هو الضحية والثمن، فلولا معسكرات العمل الإجباري لما تحقق كل ذلك.
يقول دجيلاس: "إذا كان من الأمور الممكنة إحصاء الخسائر الناجمة عن نظام الملكية الجديد في المحاصيل الزراعية وفي المواشي؛ فإنه من الصعب جداً إحصاء الخسائر في اليد العاملة، وفي ملايين الفلاحين الذين

[1] انظر المصدر السابق.
اسم الکتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها المؤلف : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست