responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الله جل جلاله واحد أم ثلاثة المؤلف : السقار، منقذ بن محمود    الجزء : 1  صفحة : 163
وجود ذاتي يختلف عن الباقين، فأحدها الشاب الخارج من الماء بعد التعميد، وثانيها النازل على شبه هيئة حمامة، وثالثها الذي في السماء يقول: "هذا هو ابني الحبيب "، فكيف بعد ذلك يقال عنها بأنها وحدة واحدة.
هذا ولم يرد في الكتاب المقدس ذكر عناصر التثليث الثلاث جنباً إلى جنب إلا في نصين فقط، وهما نص الشهود الثلاثة في رسالة يوحنا الأولى، وخاتمة إنجيل متى، فماذا نرى في هذين النصين؟

أ. الاستدلال بنص الشهود الثلاثة على التثليث
يعتبر نص الشهود الثلاثة أهم النصين وأصرحهما، وهو ما جاء في رسالة يوحنا الأولى في قول يوحنا: "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم الواحد" (يوحنا [1] 5/ 7)، فهذا النص صريح في جعل الثلاثة إلهاً واحداً، غير أنه غير موجود في سائر المخطوطات القديمة للكتاب المقدس، بل ومفقود حتى في أول نص مطبوع، فقد أضيف لاحقاً، ومن أراد دليل إلحاقية هذا النص، فليخرجه من السياق وليقرأ ما قبله وما بعده فلن يجد أي خلل في السياق، لأن النص مقحم فيه "هذا هو الذي أتى بماء ودم يسوع المسيح، لا بالماء فقط بل بالماء والدم، والروح هو الذي يشهد لأن الروح هو الحق [نص الشهادة المقحم]. والذين يشهدون هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد" (يوحنا [1] 5/ 6، 8)، فقد أقحمت شهادة الشهود السماويين المزعومة بطريقة فجَّة وسط النص الذي يتحدث عن شهادة الماء والدم والروح.
وقد اعترف بإضافة هذه الفقرة في رسالة يوحنا علماء النصرانية ومحققوها ومنهم هورن، وجامعو تفسير هنري واسكات، وآدم كلارك، وبافندر، وغيرهم، وخلت ردود (القديس) أغستين (ق4) من هذا النص على الرغم من مناظرته لفرقة ايرين المنكرة للتثليث، كما قد كتب عشر رسائل في شرح رسالة يوحنا لم يذكر في أيها هذا النص.
ومن الآباء الذين لم يسمعوا بهذا النص المهم ديونسيوس؛ إذ يقول في كتابه "الأسماء الإلهية": "والكتاب المقدس ليس يصرح في موضع بأن الآب والابن والروح القدس ذوو ذات واحدة، فإذاً ليس يجب القول بذلك " [1] ..
وهذا النص الذي لم يعرفه العلماء حذفته النسخة القياسية المنقحة ( R S V) من نسختها الإنجليزية، كما حذفته بعض التراجم العالمية، واعتبرته نصاً دخيلاً على الكتاب المقدس، وما يزال موجوداً في كثير من النسخ والتراجم، ومنها النسخ

[1] الخلاصة اللاهوتية، توما الأكويني (2/ 458).
اسم الکتاب : الله جل جلاله واحد أم ثلاثة المؤلف : السقار، منقذ بن محمود    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست