اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 323
فأما ما قصد به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (من كنت مولاه، فعلي مولاه)، فإنه يحتمل أمرين: أحدهما: من كنت ناصره على دينه وحامياً عنه بظاهري وباطني وسري وعلانيتي فعلي ناصره في نصره الدين والمؤمنين سواء والقطع على سريرته وعلو رتبته، وليس يُعتقد ذلك في كل ناصر للمؤمنين بظاهره، لأنه قد ينصر الناصر بظاهره طلب النفاق والسمعة وابتغاء الرفد ومتاع الدنيا، فإذا أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّ نُصرة بعض المؤمنين في الدين والمسلمين كنصرته هو صلى الله عليه وآله وسلم قُطع على طهارة سريرته وسلامة باطنه وهذه فضيلة عظيمة) [1].
ثامناً: وردت في روايتين عبارة (وهو وليكم من بعدي) بزيادة (بعدي) عن سائر الروايات، وفي سندي هاتين الروايتين كلٌّ من (جعفر بن سليمان) و (أجلح الكندى)، فأما (أجلح الكندي) فقد قال فيه الإمام أحمد: أجلح ومجالد متقاربان في الحديث وقد روى الأجلح غير حديث منكر، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يُكتب حديثه ولا يُحتج به، وقال النسائي: ضعيف ليس بذاك وكان له رأي سوء، وقال أبو داود: ضعيف، وقال ابن سعد: كان ضعيفاً جداً، وقال العقيلي: روى عن الشعبي أحاديث مضطربة لا يُتابع عليها، وقال ابن حبان: كان لا يدري ما يقول جعل أبا سفيان أبا الزبير [2].
وأما (جعفر بن سليمان) فقد اختلف فيه علماء الجرح والتعديل إلا أنّ للحافظ الذهبي عبارة أراها والله أعلم أوسط الأقوال في جعفر حيث يقول (فإنّ جعفراً قد روى أحاديث من [1] تمهيد الأوائل ص450 - 457 [2] تهذيب التهذيب 1/ 183
اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم الجزء : 1 صفحة : 323