responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم    الجزء : 1  صفحة : 316
هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري [1].
إنّ أهم ما يُستفاد من هذا الحديث هو أنّ علي بن أبي طالب نفسه لم يكن يفهم من لفظ (مولى) معنى الإمامة والإمارة!
فمن الملاحظ أنّ الإمام علياً قد استنكر منهم مناداته بـ (يا مولانا) ظناً منه أنهم يريدون بهذا النداء أنه سيدهم وهم عبيده كنحو مناداة العبد الأعجمي لسيده، فسألهم متعجباً: (كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟) فأخبروه بمرادهم من هذه العبارة.
ومن الواضح في كلام الإمام علي أنه كان بعيداً عن ربط كلمة (المولى) بالإمارة، فهو عربي فصيح يدرك أنّ لفظ (مولى) لا يمكن بحال من الأحوال أن يراد به الإمارة.
أما الأنصار فالأمر بالنسبة لهم طبيعي، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الرجل الذي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحبه ونصرته، ولذلك عبّروا عن حبهم ونصرتهم وولائهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الكلمات.
ولقد رأينا الأنصار الذين رووا حديث الغدير وعملوا بمضمونه فنادوا الإمام بـ (يا مولانا) تطبيقاً لمعنى الحديث الشريف، هم الذين وقفوا جنباً إلى جنب مع الإمام علي في حربه ضد أهل الشام، في حين أنهم لم يجدوا أدنى حرج في تنصيب أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه خليفة على المسلمين.
ولو كانوا قد فهموا من الحديث معنى الإمامة لكانوا هم أول من سلّم الإمامة لعلي فالإمامة ستخرج من أيديهم لا محالة إما لأبي بكر وإما لعلي، ولا مصلحة لهم تقتضي أن ينكروا حق علي وهم يعلمونه من رسول الله.

[1] إسناده صحيح، رواه أحمد في المسند 5/ 419 وفي فضائل الصحابة 2/ 707 حديث رقم 967
اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست