responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم    الجزء : 1  صفحة : 299
هل يدّعي هؤلاء أنه لا فرق بين رسول الله قبل النبوة وبين علي بن أبي طالب، وأنّ النبوة حينما جاءت لم تجد فرقاً بين محمد عليه الصلاة والسلام وبين علي بن أبي طالب، لكن الاختيار وقع على محمد عليه الصلاة والسلام هكذا لحكمة ربانية لا نعلمها لا لكونه أكمل وأفضل وأشرف مقاماً وأعظم خُلقاً واستحقاقاً من علي بن أبي طالب؟!
إنّ الشيعة الإثني عشرية اليوم يغضبون من متعصبة أهل السنة الذين ينسبون إليهم القول بأنّ جبريل أخطأ في إنزال النبوة على محمد وأنها كانت ستنزل على عليّ! وهذا باطل والشيعة الاثنا عشرية بريئون من هذا القول [1]، لكنهم في الوقت ذاته يساوون بين نفس رسول الله ونفس علي بن أبي طالب، ويستثنون النبوة، وكأنهم يقولون من حيث لا يشعرون أنّ الله عز وجل لم يصطفِ محمداً عليه الصلاة والسلام لتميزه عن سائر الخلق إذ إنّ علياً نفسه بالضبط لكن جاءت المشيئة الإلهية بأن يكون هو النبي وأن يكون عليٌّ وصياً له!
وقد قال المجلسي تعليقاً على حديث (إنّ الله اتخذ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم عبداً قبل أن يتخذه نبياً، وإنّ علياً (ع) كان عبداً ناصحاً لله عز وجل) ما نصه: (والغرض أنّ هذا الكمال الذي كان حاصلاً لنبينا قبل بعثته ونبوته، قد كان لعلي (ع) وكان في جميع الكمالات مشاركاً مع الرسول صلى الله عليه وسلم سوى النبوة فقد أخذتم بولاية من هو هكذا) [2].
رحماك ربي ... إلى أي ضلالة يقودنا الغلو من حيث لا نشعر ...

[1] إنّ الفرقة التي ادّعت ذلك في الإمام علي بن أبي طالب هي فرقة (الغرابية) وهي فرقة شيعية قديمة يغلب على الظن أنها انقرضت منذ زمن بعيد، لكن حدثني بعض الثقات عن معرفتهم لأشخاص يتبنون هذا الفكر فلعلهم من بقايا هذه الفرقة البائدة.
[2] مرآة العقول 25/ 355
اسم الکتاب : ثم أبصرت الحقيقة المؤلف : الخضر، محمد سالم    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست