اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 98
المبحث الثالث نقد سند بقية أسفار العهد القديم:
بعد هذه الجولة النقدية لفحص سند الأسفار الخمسة وبعد أن اتضحت الإجابة على التساؤل الذي يطرح نفسه دائمًا هل هذه الأسفار كتبها سيدنا موسى عليه السلام أم لا وهل هى وحي إلهى أم لا، أبين في هذا المبحث إن شاء الله تعالى جهود علماء المسلمين في نقد سند الأسفار الأخرى من العهد القديم مشتملًا على بيان من كتبها؟ ومتى كتبت؟ فبعد أن انتهى العلامة / رحمة الله الهندي، من نقده لسند الأسفار الخمسة شرع بعد ذلك في نقد سند بقية الأسفار مبتدءًا بسفر يشوع:
فمن هو مصنف سفر يشوع:
لم يظهر لهم إلى الآن بالجزم اسم مصنفه ولا زمان تصنيفه وافترقوا في ذلك إلى خمسة أقوال فيمن صنفه فقالوا: إما أن يكون صنفه يشوع أو فينحاس [1] أو العازار أو صموئيل أو أرميا ومن العجيب كما يقول: أن بين يشوع وأرمياء مدة ثمانمائة وخمسين سنة تخمينًا وقد أشار إلى أن هذه الأقوال المختلفة دليل على عدم صحة سند هذا السفر عندهم وعلى أن كل قائل منهم يقول بمجرد الظن رجمًا بالغيب [2].
متى كُتب سفر يشوع:
معرفة زمن التصنيف من الأهمية بمكان بالنسبة لأسفار العهد القديم وعند البحث عن إمكانية تحديد زمن تصنيف سفر يشوع يتضح بُعد زمن التصنيف عن زمان وجود سيدنا موسى عليه السلام مما يدل دلالة واضحة على استحالة كتابة سيدنا موسى عليه السلام لهذا السفر ولذلك يقول العلامة الهندي عن هذا الموضوع:
(ولو لاحظنا ما جاء في سفر يشوع "وأما اليبوسيون [3] الساكنون فى أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم" [4] وما جاء في سفر صموئيل الثاني" وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض فكلموا داود قائلين: لا تدخل إلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج، أي لا يدخل داود إلى هنا، وأخذ" داود حصن صهيون" [5]، هي مدينة داود، وقال داود في ذلك اليوم: إن الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ إلى القناة، والعرج والعمى المبغضين من نفس داود لذلك يقولون: لا يدخل البيت أعمى أو أعرج ") [6]. [1] هو: اسم مصرى معناه النوبى وهو ابن العازار وحفيد هارون وحصته من أرض كنعان تل في جبل افرايم (قاموس الكتاب المقدس صـ 705) [2] إظهار الحق: 1/ 91 بتصرف. [3] هي: قبيلة كنعانية سكنت يبوس أو أورشليم والجبال التى حولها في أيام يشوع وكان موضع يبوس منحصرًا بالجبل الجنوبي الشرقى الذي دعى بعدئذ "صهيون" أو مدينة داود أو اطلب "أورشليم" (قاموس الكتاب المقدس ص 1053). [4] الإصحاح: (15/ 63) نصيب يهوذا = ... [5] قال معد الكتاب للشاملة: الحاشية غير موجودة في أصل الرسالة. [6] قال معد الكتاب للشاملة: الحاشية غير موجودة في أصل الرسالة.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 98