responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان    الجزء : 1  صفحة : 83
نقد سند الأسفار الخمسة:
أَتبع علماء المسلمين- فترة البحث في نقدهم لسند العهد القديم المنهج العلمى القائم على:
وضع السند موضع الشك وعدم التسليم بصحته إلى أن يتبين خلاف ذلك من خلال البحث والدراسة، والتحقق من صحة السند ونسبته إلى قائلة، وهل تصح نسبة هذه الأسفار إلى سيدنا موسى عليه السلام أم أنه يوجد انقطاع في سندها، واللجوء إلى هذا المنهج نتيجة طبيعية لذلك الاضطراب الحاصل في تحديد من هو مصنف هذه الأسفار وكذا الاضطراب الحاصل في تحديد زمن التصنيف وفي الصفحات التالية أبين الرؤى النقدية لعلماء المسلمين حول سند الأسفار الخمسة وغيرها من خلال الجهود المتميزة التى قام بها العلامة. رحمة الله الهندي [1] ود / على عبد الواحد وافي [2]، ود / بدران محمد بدران، كما يلي:
فيقول العلامة رحمة الله الهندي إن التوراة المنسوبة إلى سيدنا موسى عليه السلام ليست هى التوراة الحقيقية المنزلة من عند الله سبحانه وتعالى وأورد الأدلة التى تؤكد ما يقول فذكر عشرة أمور تثبت عدم صحة هذه النسبة وأكتفي هنا بذكر أوضح الأدلة التى استند عليها في ذلك وهي:
1 - تشهد عبارات التوراة أن كاتبها غير موسى وهذا الذي هو غير موسى جمع هذا الكتاب من الروايات والقصص المشتهرة بين اليهود، ثم ميز بين هذه الأقوال فما كان في زعمه قول الله أو قول موسى أدرجه تحت قال الله أو قال موسى، وعبر عن موسى في جميع المواضع بصيغة الغائب، ولو كانت التوراة من تصنيفات موسى عليه السلام لكان عبر عن نفسه بصيغة المتكلم ولا أقل من أن يعبر في موضع من المواضع؛ لأن التعبير بصيغة المتكلم يقتضى زيادة الاعتبار، والذى يشهد له الظاهر مقبول ما لم يقم على خلافه دليل قوى ومن ادعى خلاف الظاهر فعليه البيان ([3]) ".
2 - لا أحد يقدر أن يدعى نسبة بعض الآيات وبعض الإصحاحات إلى موسى عليه السلام؛ بل إن بعض الآيات تدل على أن مؤلف هذا الكتاب لا يمكن أن يكون قبل داود عليه السلام بل يكون إما معاصرًا له أو بعده .. وعلماء المسيحية يقولون بالظن ورجما بالغيب أنها من ملحقات نبي من الأنبياء وهذا القول مردود؛ لأنه

[1] هو العلامة رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي الحنفى نزيل الحرمين، باحث عالم بالدين والمناظرة جاور بمكة وتوفي بها له كتب كثيرة منها: إظهار الحق مطبوع، التنبيهات في إثبات الاحتجاج إلى البعثة والحشر والميقات، ولد سنة 1233 في جمادى الأولي الموافق 1818م من شهر مارس بحى "دربار كان" في مدينة "كيرانة" التابعة لمحافظة مظفر ناجار" في الهند (انظر: الأعلام- للزركلي - 3/ 18 طبعة دار العلم للملايين، مقدمة مناظرة الهند الكبرى في علم مقارنة الأديان تقدم د / أحمد حجازي السقا ط- مكتبة الإيمان بالمنصورة.
[2] هو: من علماء الأزهر الأفاضل الذين أثروا المكتبة الإسلامية بمؤلفاتهم القيمة منها: الأسفار المقدسة، واليهودية واليهود، حقوق الإنسان في الإسلام وغير ذلك من المؤلفات في الأدب واللغة والسياسة والاقتصاد والاجتماع وله مؤلفات باللغات الأجنبية منها نظرية اجتماعية في الرق والفرق بين رق الرجل ورق المرأة، وتقلد مناصب عديدة منها: عميد كلية التربية بجامعة الأزهر، ووكيل آداب القاهرة سابقًا، وعضو المجمع الدولي لعلم الاجتماع (انظر: الأسفار المقدسة ص 1، ص 205 - 212.
[3] إظهار الحق 1/ 86 وانظر: نقد التوراة د / أحمد حجازي السقا ص 67، 77.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست