اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 71
موقف النصارى من التوراة (العهد القديم) الحالية:
يحتل العهد القديم من النصارى مكانة التقديس باعتبار أن المسيح عليه السلام جاء مكملًا لشريعة موسى عليه السلام، وعلي هذا الأساس فالعهد القديم مقدس عند النصارى إلا أنهم (مع تقديسهم له لم يتبعوه فأحلوّا ما حرمه ولم يلتزموا حدوده ولما لم يكن في وسعهم أن يتصرفوا في نصوصه؛ لأن أصولها ثابتة عند أعدائهم اليهود فإنهم عمدوا إلى المجامع [1] يغيرون بها ما يشاءون مما نصت عليه التوراة وراحوا أحيانًا يفسرون التوراة بما يناسب الإنجيل كما ظهر في محاولتهم ليحدوا في التوراة دليلًا علي ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس) [2].
هذا (ولم يكن للتوراة أثر واضح في عقيدة النصارى، إلا بعد أن تنصرت أسرة يهودية ثرية متنفذة في روما اسمًا لا اعتقادًا، لتحقيق مصالح يهودية، وذلك في القرن الحادي عشر، وتغلغلت في أوساط الفاتيكان [3] حتى كان منها أربعة باباوات حكموا الفاتيكان، وأثاروا الحروب الصليبية وأججوا لهيبها، وحمل اليهود المتنصرون النصارى بالتدريج بوسائلهم الملتوية ومكرهم علي تقديس الأسفار التوراتية في كونها كلمة الله المعصومة الواجب اتباعها لدي النصارى، وأقنعوهم أن المسيحية امتداد اليهودية، وأن المجيء الثاني للسيد المسيح قد بدأ مع قيام إسرائيل عام 1948 م لذا فقد أوجبوا على كافة المؤمنين المسيحيين في العالم مؤازرة اليهود وجمع شملهم، استكمالًا للإيمان المسيحى) [4].
ولعل آخر تآمر يهودي علي النصرانية كان في القرن السادس عشر، علي يد الراهب (مارتن لوثر) ([5])، [1] المجامع هيئات شورية في الكنيسة المسيحية، رسم الرسل نظامها في حياتهم إذ عقدوا المجمع الأول في أورشليم سنة 105م برئاسة الأسقف "يعقوب الرسول" للنظر في ختان الأمم (غير اليهود) ثم نسجت الكنيسة على منوالهم، والمجامع قسمان: مجامع مسكونية (أي عالمية مسكونية نسبة إلى الأرض المسكونة) ومجامع محلية أو مكانية. وقد عقدت المجامع المسكونية عدة مرات في القرون الأولي، وشهدها ممثلو الكنائس من جميع الأقطار وكان السبب الرئيسي لعقدها ظهور مذاهب دينية غريبة ينبغي فحصها وإصدار قرارات بشأنها وشأن مبتدعيها، وقد عقد من المجامع المسكونية عشرون مجمعًا ابتداءً من مجمع نيقية سنة 325م حتى مجمع الفاتيكان سنة 1869 م ولا يعترف الأرثوذكس إلا بقرارات المجامع السبعة الأولي التي كان آخرها مجمع نيقية الثاني 787 م ومن أهم المجامع مجمع نيقية الأول ومجمع القسطنطينية الأول وفيهما تقررت العقائد المسيحية الرئيسية (انظر: المسيحية د/ أحمد شبي ص 197). [2] المسيحية د/ أحمد شلبي ص 204 [3] هى: دولة اعترفت بها إيطاليا في معاهدة لاتران 1929 م رئيسها البابا (المنجد في اللغة والإعلام صـ 516 قسم الأعلام. [4] انظر: الأصولية في اليهودية: عبد الوهاب زيتون صـ 118 - 131 ط/ المنارة ببيروت ط 1/ 1415 هـ 1995م.
وينظر التربية في التوراة صـ 18 - 19 بإيجاز وتصرف. [5] هو: مارتين لوثر (1483 - 1546 م) واهب أغوسطيني لاهوتي ومفكر وكاتب، بدأ في ألمانيا الإصلاح الديني وانفصل عن الكنيسة في شأن الغفرانات وسلطة البابا والتبتل وإكرام القدسيين نقل التوراة إلى الألمانية فكانت الترجمة حدثا دينيا وأدبيا (المنجد فى اللغة والأعلام قسم الأعلام صـ 615).
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 71