اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 402
الاختلاف الثاني مسألة مجيء مريم للقبر فهو سبب الزيارة:
فقد روى متى أن مريم المجدلية ومريم الأخرى جاءتا في صباح يوم الأحد لينظرا القبر وهذا يكذب ما جاء به متى: "وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر ([1]) " وإلا فلا معنى لمجيئهما ثانيًا لينظرا القبر، وعبارة مرقس مخالفة لمتى فقد جعل مرقس سبب الزيارة هو تحنيط المدفون، وأن وقت المجيء كان بكرة أحد السبوت -كما في نسخة لندن 1848 م-،
ووافق لوقا مرقس في سبب المجيء وأنه كان لتحنيط المدفون ولكنه خالفه في شراء الحنوط وأنه كان قبل يوم السبت لا بعده فعند مرقس: "وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا" [2] أي أنه كان بعد مضي يوم السبت، وعند لوقا: "ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه" [3] أي أنهن أعددن هذا الحنوط في يوم السبت أو قبله وليس بعده كما في مرقس، وليس من الممكن أن يكون قد اشترينه يوم "السبت" حيث تكون الحوانيت مغلقة كما لم يكن الشراء يوم "الجمعة" أيضًا حيث حوكم وصلب ودفن عند منتصف الليل، كما لم يتم هذا فجر "الأحد" أيضًا فمتى قمن بشراء أو بتحضير هذه الحنوط؟ ولو قمن بتحضيره من قبل، فلماذا انزعجن وارتبكن عند علمهن بقيامته؟ ولم يذكر كل من متى أو يوحنا شيئًا عن هذا الحنوط [4].
الاختلاف الثالث عن وضع الحجر:
فقد كان مدحرجًا -أي في غير موضعه- عند مرقس ولوقا ويوحنا إلا أن متى ذكر أن الحجر كان في مكانه ثم نزل ملاك الرب وحدثت الزلزلة وجاء الملاك ودحرج الحجر أمامهم [5].
وغير ذلك من الاختلافات في مسألة قيامة المسيح [6]. [1] الإصحاح (27/ 61) الدفن. [2] مرقس: (16/ 1) القيامة. [3] لوقا: (24/ 1) السابق. [4] المسيحية الحقة: ص 334. [5] المرجع السابق: ص 335. [6] يُراجع: مسألة صلب المسيح: ص 94 - 102, والمسيحية الحقة: ص 335 - 337، وانظر: من دحرج الحجر؟، ص 18 - 26.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 402