اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 381
وعند النظر في الجدول السابق الخاص بالعشاء الرباني نجد التناقض والتعارض بين الروايات واضحًا ويؤخذ على هذه القصة تناقضات كثيرة منها:
1 - اتفاق الأناجيل الثلاثة في وقت العشاء الأخير وخالفهم في تحديد هذا الوقت "يوحنا".
2 - اتفاقهم في تحديد موعد القبض على يسوع وهو أنه يوم الخميس مسًاء وخالفهم في ذلك "يوحنا" وقال إنه مساء الأربعاء.
3 - اتفقوا على أن الصلب كان يوم الجمعة وخالفهم "يوحنا" وقال إنه يوم الخميس وغير ذلك من المخالفات الموضحة في الجدول.
وقد وقف العلامة رحمة الله الهندي والبغدادي، أ/ عبد الله الترجمان وأ/ علاء أبو بكر وغيرهم مع هذه القصة ونقدوها من وجوه متعددة أقواها الوجوه التي استخرجها العلامة رحمة الله الهندي يليه في القوة ما انتقده عليها العلامة البغدادي ثم الترجمان ثم علاء أبو بكر من هذه الوجوه ما يلي:
1 - أن الكنيسة الرومانية تزعم أن الخبز وحده يتحول إلى جسد المسيح ودمه ويصير مسيحًا كاملًا وللرد عليهم نجد العلامة الهندي يرد ردًا عقليًا منطقيًا علميًا فيقول: (إذا تحول مسيحًا كاملًا حيًّا بلاهوته وناسوته الذي أخذه من مريم عليها السلام فلا بد أن يشاهد فيه عوارض الجسم الإنساني ويوجد فيه الجلد والعظام والدم وغيرها من الأعضاء لكنها لا توجد فيه؛ بل جميع عوارض الخبز باقية بعد نطق الكاهن كما كانت من قبل نطقه بكلمات التقديس، بدليل أنه إذا نظر أحد أو لمسه أو ذاقه لا يحس شيئًا غير الخبز، وإذا حفظه يطرأ عليه الفساد الذي يطرأ على الخبز لا الفساد الذي يطرأ على الجسم الإنساني) [1].
2 - (لو كان العشاء الرباني الذي كان قبل صلبه يصير نفس الذبيحة التي حصلت على الصليب لزم أن يكون كافيًا لخلاص العالم، فلا حاجة إلى أن يصلب على الخشبة من أيدي اليهود مرة أخرى لأنّ المسيح ما جاء إلى العالم في زعمهم إلا ليخلص الناس بذبيحة مرة واحدة، وما أتى لكي يتألم مرارًا كما تدل عليه عبارة آخر الإصحاح التاسع من الرسالة العبرانية صراحة) [2]. [1] إظهار الحق: 1/ 326. [2] المرجع السابق: 1/ 327.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 381