responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان    الجزء : 1  صفحة : 335
المقصود بالروح القدس في الكتاب المقدس:
وأمام هذا الانحراف العقائدى يطالعنا د/ محمَّد مجدي مرجان في إطلالة نقدية متميزة تنم عن علم واسع بما يحتوى عليه الكتاب المقدس، ودراية تامة بما ترمى إليه نصوصه، وهو شاهد صدق على ما يدعون، فنجده يحلل النصوص تحليلًا موضوعيًا وفي حيدة تامة ونزاهة واضحة تؤكد حرصه على مشاعر الطرف الآخر متبعًا في مناقشته ما يدعون أسلوب الحكمة والجدال بالتي هي أحسن، وقد بين في كتابه المقصود بالروح القدس وذكر أنها وردت في أماكن متعددة من الكتاب المقدس كل مكان منها يدل على معنى معين لها .. من هذه المعانى التي ذكرها ما يلي:
1 - وردت. بمعنى أن الله خلق آدم من طين ونفخ فيه من روحه فتقول التوراة: "وجبل الرب الإله آدم ترابًا من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حية" [1] أي أن الله أعطى آدم روحًا من خلقه فصار آدم نفسًا حية فروح آدم وحياته نفخة من روح الله.
2 - وردت بمعنى القوة التي يبعثها الله لتأييد أنبيائه وشد أزر عباده الصالحين .. يقول الإنجيل: "روح الرب علىّ لأنه مسحنى لأبشر المساكين" [2]؛ "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرًا ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس لأنّ الله كان معه" [3].
فلفظ روح القدس هنا مرادف للفظ القوة، فالروح القدس هي القوة إلى أيد الله بها السيد المسيح من لدنه تعالى، وبهذه القوة استطاع المسيح صنع المعجزات وهذه القوة ليست مادية منظورة وليست إلهًا قائمًا بذاته، وإنما هى قوة روحية قدسية [4].
3 - وروح الله القدس هي الروح الطيب روح الخير، وذلك بعكس روح الشيطان وهو الروح الخبيث روح الشر تقول التوراة: "فانطلق شاول إلى نايوت في الرامة وحلت عليه روح الرب فجعل يسير ويتنبأ" [5] ثم تقول التوراة: إن شاول لما عصى الله بيع ذلك وأصبح رجلًا شريرًا سحب الله منه القوة إلى كان قد أمده بها فتقول: "وابتعد روح الله عن شاول وصار روح رديء يعذبه بأمر الرب" [6].

[1] تكوين: (2/ 7) آدم وحواء.
[2] لوقا: (4/ 18) رفض الناصرة له.
[3] أعمال الرسل: (10/ 38) والناصرة مدينة في الجليل شمالي فلسطين (قاموس الكتاب المقدس ص 947).
[4] انظر: الله واحد أم ثالوث: ص 117 - 120، باختصار وبتصرف.
[5] صموئيل الأوّل: (19/ 23) ونايوت موضع في منطقة الرامة التى هى قرية تبعد عن أورشليم خمسة أميال (قاموس الكتاب المقدس ص 392، 948).
[6] صموئيل الأوّل: (19/ 9) شاول يحاول قتل داود.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست