اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 327
وتقول د/ مريم زامل في كتابها: إن عقيدة البنوة تقررت في مجمع نيقية عام 325 م وقد تبنت الطوائف المسيحية من- ملكانية [1] ونساطرة [2] ويعاقبة [3] - هذه العقيدة، واستمرت الطوائف الحديثة- الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك على نفس العقيدة [4].
ثانيًا: الأدلة التي يستند عليها النصارى من الكتاب المقدس:
إن ما أطلقه النصارى على المسيح -عليه السلام- من مقولات باطلة له مرجعيته الدينية عندهم فلم يكن ادعاؤهم جزافًا بدون دليل ولكنهم يستندون في تدعيم باطلهم بنصوص من الأناجيل والرسائل الأخرى في العهد الجديد.
رقد رصدت د/مريم زامل بعض النصوص التي يستدل بها النصارى [5] من هذه النصوص ما يلي:
1 - "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلًا مثل حمامة وآتيًا عليه وصوت من السموات قائلًا: هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت" [6].
2 - حكى "مرقس" في إنجيله قصة الرجل الهارب الذي به روح نجسة فقال عنه إنه حين "رأى يسوع من بعيد ركض، وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال: "مالى ومالك يا يسوع ابن الله" [7].
3 - قول الملاك جبرائيل لمريم: "وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيمًا، وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه" [8].
4 - وقوله لها كذلك: "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله" [9].
فهذه الأدلة تدور حول معنى تولد الابن من الأب -كما يزعمون-. [1] نسبة إلى دين ملوك الرومان يقولون بإله مستقل عن الإله الخالق هو الذي تجسد في شكل إنسان هو يسوع المسيح (انظر: هداية الحيارى ص 310). [2] ذهبوا إلى أن المسيح شخصان وطبيعتان -لهما مشيئة واحدة- وأن طبيعة اللاهوت لما وجدت بالناسوت صار لهما إرادة واحدة (انظر: هداية الحيارى ص 310). [3] أتباع يعقوب البرادعى يقولون: إن المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين إحداهما طبيعة الناسوت والأخرى طبيعة اللاهوت ثم تركبتا فصار إنسانًا واحدًا وجوهرًا واحدًا وشخصًا واحدًا هو المسيح (انظر: هداية الحيارى ص 308). [4] انظر: موقف ابن تيميه من النصرانية: ص 326، 327، ط جامعة أم القرى، 1416 هـ، وقد سبق تعريف هذه الطوائف في ص 41 - 42 من هذه الدراسة. [5] انظر: موقف ابن تيميه من النصرانية، ص 329، 330. [6] متى: (3/ 16، 17) معمودية يسوع المسيح. [7] الإصحاح: (5/ 6 - 7) شفاء إنسان به روح نجس. [8] لوقا: (1/ 31 - 32) البشارة بميلاد يسوع. [9] لوقا. (1/ 35) السابق.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 327