اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 296
وقد ذكر هذه القصة كثير من الكتاب منهم من ذكرها دون تعليق لوضوح المخالفة فيها ومنهم من علق عليها فقد قدم لها د/ على خليل، بقوله نقرأ في سفر التكوين أن: (رأوبين بن يعقوب وهو بكره، استغل غياب والده ودخل على امرأته بلهة وكان لها ولدان وإن ونفتالي واضطجع معها) [1]، ثم ذكر النص وهو: "وحدث إذ كان إسرائيل ساكنًا في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه" [2].
ولكن العلامة رحمة الله الهندي علق عليها منتقدًا ما تقول التوراة بقوله: (فانظروا إلى رأوبين الولد الأكبر ليعقوب -عليه السلام- كيف زنى بزوجة أبيه؟، وإلى يعقوب كيف لم يجر الحد أو التعزير، لا على ابنه ولا على هذه الزوجة، والظاهر أن حدّ الزنا في هذا الوقت كان إحراق الزاني والزانية بالنار كما يُفهم من الآية 24 من الإصحاح 38 من سفر التكوين [3]، ودعا لهذا الابن بالبركة والخير في آخر حياته كما هو مصرح به في الإصحاح 49 من هذا السفر [4]) [5].
ويضيف د/ بدران، بعدًا جديدًا زيادة [6] على ما قاله العلامة رحمة الله الهندي فيقول: (هذا مع العلم بأن التوراة تحرم مجرد النظر لعورة زوجة الأب (لاويين 18/ [1]) [7].
2. ثامار (كنة يهوذا) ابن يعقوب الرابع:
تقول التوراة أن ثامار أخطأت مع حميها يهوذا وحبلت منه وولدت ولدين أحب الأوّل (فارص) والثاني (زارح) والنص يقول: "وأن يهوذا زوج ابنه بكره" عير "امرأة اسمها ثامار". وكان عير بكر يهوذا رديئًا بين أيدي الرب فقتله الرب. وقال يهوذا لابنه أونان: ادخل على امرأة أخيك، وكن معها، وأقم زرعًا لأخيك. فلما علم أونان أن الخلف لغيره كان إذا دخل على امرأة أخيه يفسد على الأرض لئلا يكون زرعًا لأخيه. فظهر ذلك منه سوء أمام الرب لفعله ذلك، وقتله الرب، فقال يهوذا لثامار كنته اجلسي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر شيلة ابني ... فأعلموا ثامار قائلين هو ذا حموك صاعدًا إلى تمنة ليجز غنمه فطرحت ثامار عنها ثياب الترمل وأخذت رداءً وتزينت، وجلست في قارعة الطريق، فلما رآها يهوذا ظن أنها زانية لأنها كانت قد غطت وجهها لئلا تعرف، ودخل عندها وقال لها دعيني أدخل إليك لأنه لم يعلم أنها كنته فقالت له: [1] التعاليم الدينية: ص26. [2] تكوين: (35/ 22) موت راحيل وإسحاق. [3] النص يقول: "أخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار كَنَّتكَ، وهاهى حبلى من الزنى فقال يهوذا أحرجرها فتحرق". [4] النص يقول: "وهذا ما كلمهم وبه أبوهم وباركهم، كل واحد بحسب بركته باركهم". [5] إظهار الحق: 2/ 563. [6] انظر: التوراة د/ بدران، ص 60. [7] والنص يقول: "عورة امرأة أبيك لا تكشف إنها عورة أبيك".
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 296