اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 252
ب. قربان الزوجة الخائنة: وينتقد د/ بدران سيطرة الكهنة على الشعب حتى في أدق الأمور فيقول: (إن في التوراة أشياءً لا تليق بعبادة الأوثان في العهود السحيقة، يوم أن كان الظلام مخيم على الأرض، ويبدو أن كهنة بني إسرائيل يحبون الظلام حتى تقوى سلطتهم على الشعب ويتحكموا فيه ويتدخلوا في دقائق أموره وتروى التوراة ([1]):
"أنه إذا خانت زوجة زوجها ولم تعترف له بخيانتها أو إذا شك رجل- مجرد الشك- في زوجته يذهب للكاهن ويكشف له عما في نفسه ويدعو الكاهن الزوجة المتهمة وعليها أن تقدم قربانا (يسمي تقدمة الغيرة) للكاهن وهي عبارة عن دقيق شعير ويحضر الكاهن الماء المقدس ويضعه في إناء خزفي ويضع عليه من تراب المعبد ويكشف الكاهن رأس المرأة المشكوك في أمرها ويسقيها من هذا الماء المقدس المترب، ويحرق الكاهن القربان (دقيق الشعير) على المذبح، فإذا كانت المرأة بريئة لا يصيبها ضر وإن كانت خائنة فتتورم بطنها في الحال ويسقط فخذاها وتصير امرأة ملعونة في وسط شعبها" [2].
ويحلل د/ بدران هذا الموقف مفندًا ما فيه من خرافات وأمور تتعارض مع العقل وتتناقض مع الحقائق العلمية فيقول:
(أي عقل هذا الذي يقبل مثل هذه الخرافات والأباطيل والماء الذي يتكلمون عنه، ويسمونه الماء المقدس عبارة عن ماء وزيت وتراب وأشياء أخرى غاية في الغرابة وتعتبر من أسرار الكهانة وهذا الماء مصلى عليه وطبيعى جدًا أن تتقلص أمعاء كل من يشرب من مثل هذا الشىء العجيب والذي يسمونه بالماء المقدس بل إنه شيء طبيعى أن تمرض المرأة المتهمة وتنتفخ بطنها حتى لو كانت بريئة وتضيع بذلك نساء كثيرات بريئات لعب الشيطان برؤوس أزواجهن، أليس من الأجدى بهؤلاء الكهنة أن يقتفوا أثر الحقيقة وينصحوا ويغفروا بدلاً من تلك الأباطيل؟، إن مثل هذا العمل يتنافى مع العقل والعلم، وليس فيه من الروحانيات شىء يذكر فهل من العلم أن يشرب إنسان -أي إنسان- خليط من الماء والزيت والتراب وأشياء أخرى غريبة ويشم رائحة دقيق محروقة في مكان ضيق ولا يمرض؟ وهل من الروحانيات أن يكشف شعر امرأة؟) [3].
ج. قربان الولادة: يقول د/ فقي زاهر: منتقدًا ما تفرضه الشريعة اليهودية على المرأة التي ولدت: تعتبر اليهودية الولادة من النجاسات التي لا تطهر منها المرأة إلا بالتكفير فعليها أن تقدم إلى الكاهن زوجًا من الحمام أو اليمام وبدون هذه الكفارة لا تتطهر من نجاستها [4]. [1] التوراة: د/ بدران ص 68. [2] عدد: (5/ 11 - 28) اختبار الزوجة غير الأمينة. [3] التوراة: د/ بدران ص 69. [4] انظر: قصة الأديان د/ رفقى زاهر ص 88، بتصرف يسير،
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 252