اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 232
خلاصة تفنيد هذا العهد:
(1) ليس ليعقوب - عليه السلام - حق في أرض فلسطين.
(2) مخالفة نص العهد للتاريخ والواقع والعقل.
(3) الكذب والافتراء على الله في نسبة هذا العهد إليه.
5 - عهد الله لموسى - عليه السلام -:
تقول التوراة: "وأما موسى فصعد إلى الله فناداه الرب من الجبل قائلًا هكذا تقول لبيت يعقوب وتخبر بني إسرائيل ... فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب. فإن لي كل الأرض وأنتم تكونون مملكة كهنة وأمة مقدسة" [1].
تفنيد هذا العهد:
دلالته واضحة حيث علق إقامتهم بالأرض المقدسة طالما هم يعبدون الله ويحسنون إلى خلقه [2].
وموسى - عليه السلام - ليس يهوديا - من زاوية العرق إذ ليس من نسل بني إسرائيل فليس له أي صلة بالنسب اليهودي، بل هو مصري كما تقول التوراة الحالية أما القرآن فيعتبره من نسل يعقوب فيقول تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [3]. أما التوراة المنزلة فلها منزلتها السامية في القرآن، ... وهي دين موسى - عليه السلام - غير المحرف الذي يلتقي مع هدي القرآن لذا فإن دين موسى - عليه السلام - في القرآن الكريم هو "الإسلام" ... وليس له صلة بالتوراة الحالية ولا بالدين اليهودي المحرف [4].
ولم يدخل فلسطين عقابا له من الرب ويؤكد القرآن عدم دخول موسى - عليه السلام - فلسطين فقال تعالى:
{وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [5] أي من بعد وفاته، وتصرح التوراة أن الله صح لموسى أن يري فلسطين بالنظر إليها عن بعد ومنعه من الدخول إليها حيث تقول: "وقال له الرب: قد أريتك إياها بعينيك، ولكنك إلى هناك لا تعبر" [6].
وبعد هذا النص مباشرة تذكر التوراة موته "فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب - في الأردن - مقابل أريحا - حسب قول الرب ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره حتى اليوم" [7]. حتى قبر موسى - عليه السلام - غير معروف في التوراة وهو خارج فلسطين [8]. [1] خروج: (19/ 3 - 6)، (20/ 7 - 17). وينظر أرض الميعاد ص 1. [2] انظر: أرض الميعاد: ص 2. [3] سورة الأنعام الآية: (84). [4] فلسطين في الميزان: ص 50. [5] سورة الإسراء: جزء من الآية: (84). [6] المرجع السابق: ص 51. [7] تثنية: (34/ 4) موت موسى. [8] فلسطين في الميزان: ص 51.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 232