responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان    الجزء : 1  صفحة : 182
وقد وافق الإِمام ابن تيميه تلميذه ابن القيم في رد هذه الدعوى وبيان بطلانها فقال: (وفيها - التوراة - أن الله قال لإبراهيم: "اذبح ابنك بكرك إسحاق" وهذا من بهتهم وزيادتهم في كلام الله تعالى فقد جمعوا بين النقيضين فإن بكره هو إسماعيل فإنه بكر أولاده، وإسحاق إنما بُشر به على الكبر بعد قصة الذبيح) [1].
وأكد أن الذبيح إسماعيل وليس إسحاق بعدة وجوه منها ما يلي:
1. أن بكره باتفاق جميع الملل الثلاث هو إسماعيل - عليه السلام - وكونهم جمعوا بين ذبح بكره وتعيينه بإسحاق فهذا جمع بين النقيضين.
2. أن أمر الله -عَزَّ وَجَلَّ- لإبراهيم أن ينقل زوجته هاجر وابنها إسماعيل عن زوجته الأخرى سارة لتسكن في مكة كان خوفًا من غيرة سارة فلما كان أمره بإبعاد السرية هاجر دفعًا لأذى المغيرة عن سارة. كان أمر الله بعد ذلك بذبح ابن سارة وإبقاء ابن السرية مما لا تقتضيه الحكمة.
3. لم يقدم إبراهيم بإسحاق إلى مكة أبدًا ولم يفرق بينه وبين أمه أبدًا وقد كان موضع ضرتها في مكة فكيف يأمره الله بذبح إسحاق بموضع ضرة أمه فى بلدها؟
4. رزق إبراهيم - عليه السلام - بإسماعيل وهو في عنفوان قوته، ورزق بإسحاق - عليه السلام - على الكبر والعادة أن القلب يتعلق بأول الأولاد وهو أميل وأحب من الثاني فكان هو المأمور بذبحه حتى يثبت امتثال إبراهيم لأوامر ربه وتعلق قلبه به وأنه ليس لغيره وأنه ليس من مزاحم فيه معه [2].
وقد جاء في قاموس الكتاب المقدس ما يثبت أن إبراهيم - عليه السلام - رزق بإسماعيل أولًا وهو في سن ست وثمانين سنة [3] ثم رزق بإسحاق وهو في شيخوخته في سن مائة سنة [4] ويزعمون أن إسماعيل - عليه السلام - سخر من أخيه الصغير في الوليمة التي أقيمت بمناسبة فطام إسحاق وكان عمر إسماعيل حينئذ السادسة عشرة من عمرة، فألحت سارة على إبراهيم بطرد هاجر وابنها [5].
وهذا أثبت أن إسماعيل - عليه السلام - هو البكر وأنه ظل وحيده أربعة عشر سنة حتى رزق إبراهيم بإسحاق، فأصبح المقصود بأمر الذبح إسماعيل - عليه السلام - فهو البكر الوحيد حتى جاء إسحاق والغاية أن اليهود حرفوا التوراة بالزيادة في الألفاظ [6].

[1] هداية الحيارى: ص 202.
[2] انظر: إغاثة اللهفان - لابن القيم -2/ 355 - 357 باختصار.
[3] تكوين: (16/ 3 - 16) هاجر وإسماعيل (قاموس الكتاب المقدس ص 74).
[4] تكوين: (21/ 1 - 8) مولد إسحاق. قاموس الكتاب المقدس ص 10.
[5] تكوين (21/ 8 - 14) مولد إسحاق وطرد هاجر وإسماعيل (قاموس الكتاب المقدس ص 74).
[6] جهود الإمامين ص 307 وانظر في هذد القضية أيضًا: التطرف اليهودي د/ عبد الراضي محمد ص 34 - 35.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست