اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 140
ثم يعقبا ذلك بذكر النصوص التي تتعارض مع ما سبق ذكره من نصوص تثبت المكان له سبحانه فيقول العلامة الهندي: ولا توجد في العهد العتيق والجديد آيات دالة على تنزيه الله عن المكان إلا آيات قليلة مثل قول أشعياء: "هكذا قال الرب: السموات كرسيي والأرض موطئ قدمى أين البيت الذي تبنون لي؟ وأين مكان راحتي وكل هذه صنعتها يدي فكانت كل هذه [1].
وعلق على ذلك بنفس التعليق السابق على إثبات الجسمية له سبحانه وتعالي وزاد عليه قائلًا:
"قد ظهر أن الكثير إذا كان مخالفًا للبرهان العقلي والنقلى يجب إرجاعه إلى القليل الموافق للعقل ولا يعتد بكثرة المخالف فكيف إذا كان الكثير موافقًا لصحيح المعقول وصريح المنقول والقليل مخالفًا لهما فإن التأويل فيه ضروري ببداهة العقل ووافقة على ذلك الألوسى رحمه الله [2].
3 - ظهور الإله في صورة مرئية- في زعمهم-:
يقول د/ صفوت مبارك:
في سفر الخروج أن موسى قد اختار مجموعة من كبار بني إسرائيل صعد بهم إلى الرب وأنهم قد رأوه وله رجلان ويدان وإليكم هذا النص: (وقال لموسى: اصعد إلى الرب أنت وهارون وناداب وأبيهو (ابنا هارون) - وسبعون من شيوخ إسرائيل واسجدوا من بعيد ويقترب موسى وحده إلى الرب وهم لا يقتربون، وأما الشعب فلا يصعد معه ... ثم صعد موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل، ورأوا إله إسرائيل، وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة. ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل، فرأوا الله وأكلوا وشربوا) [3].
وينتقد د/ بدران. في كتابه التوراة هذا النص قائلًا:
(لقد تجرأ كتبة التوراة ولعب الشيطان برؤوسهم وتصوروا أن الله نزل من عليائه ووقف على شىء يشبه العقيق الأزرق الشفاف نقي نقاوة السماء ورآه موسى وهارون عليهما السلام مع اثنين وسبعين شيخًا من شيوخ إسرائيل بل شطح خيال كتبة التوراة وقالوا: إن هذا الجمع أكل وشرب عند قدمى الله) [4].
يقول صاحب كتاب الجوهر الفريد:
يدعي كثير من مفسري الكتاب المقدس أن الله إذا أراد أن يظهر بهيئة منظورة فلا يستحيل عليه وأنه ظهر لبعض شعبه بهيئة منظورة كما ورد في سفر التكوين: وظهر له الرب ..... وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه ... إلى آخر ما جاء في هذه القصة [5]. [1] الاصحاح: (66/ 1 - 2) القضاء والرجاء. [2] إظهار الحق: (1/ 318) والألوسي في الجواب الفسيح: (1/ 173). [3] خروج: (24/ 1 - 11) تأكيد العهد - وهذا يتناقض مع ما ورد في القرآن الكريم من أن بني إسرائيل طلبوا من موسى -عليه السلام- أن يروا الله جهرة ولكن أخذتهم الصاعقة ولم يتمكنوا من رؤية الله حتى موسى -عليه السلام- نفسه حين قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} ولم ير ربه. انظر: مدخل لدراسة الأديان ص 115. [4] التوراة: د/ بدران ص 66. [5] التكوين: (18/ 1 - 8)، وانظر: الجوهر الفريد في رد التثليث وإثبات التوحيد أيوب صبرى ص 122 ط المطبعة العامرة الشرقية ط/1 - 1319هـ
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 140