اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 122
تمهيد:
من المعلوم أن كل نبي من الأنبياء جاء ليرشد قومه ويدعوهم إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة الأصنام والأوثان، وتعاقب الأنبياء والمرسلون يحملون هذه المهمة ويصححون العقيدة لأقوامهم إذا انحرفوا ويقِّومون ما اعوج من سلوكهم فقال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)} [1].
وعندما جاء الإِسلام أصر اليهود والنصارى البقاء على دينهم استكبارًا منهم وحقدًا على المسلمين- باستثناء من آمن منهم - بل انحرفوا عن الطريق وغيروا وبدلوا في التوراة والإنجيل وحاربوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقومه وناصبوهم العداء.
وفي عقائدهم أمورٌ كثيرة تخالف العقل السليم والفطرة النقية من هذه الأمور عقيدتهم في الإله فانحرافهم فيها ظاهر، اليهود يشبهون الخالق بالمخلوق في صفات النقص المختصة بالمخلوق إلى يجب تنزيه الرب سبحانه وتعالى عنها كقول من قال منهم: إن الله فقير، وإنه بخيل وإنه تعب لما خلق السموات والأرض [2].
وذلك يخالف ما جاء به موسى عليه السلام بالعقيدة الطاهرة النقية التى تشتمل على توحيد الله توحيدًا خالصًا فيقول سبحانه مخاطبًا موسى عليه السلام {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)} [3].
(كما أن التوراة تشير إلى أن عقيدة التوحيد هى الركيزة الأساسية للدين الذي دعا إليه موسى عليه السلام، فالوصية الأولى من الوصايا العشر التي أوحيت إلى موسى عليه السلام تدعو إلى توحيد الله توحيدًا خالصًا من الند والشريك وهذا هو نص الوصية:-
"لا يكن لك آلهة أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض، ولا تسجد لهن ولا تعبدهن" [4]. غير أن بني إسرائيل لم يحافظوا على عقيدة التوحيد بل انحرفوا عنها وغيروا وبدلوا ولم تبق هذه العقيدة على صفائها ونقائها كما كانت حين دعا إليها موسى عليه السلام) [5].
ويؤكد ذلك الدكتور على عبد الواحد، في كتابه: "الأسفار المقدسة" مبينًا عدم ثبات هذه العقيدة في العهد القديم ولكنها متقلبة ومنحرفة في ذات الوقت عن الطريق المستقيم؛ بل وقد مرت بمراحل متعددة في تطورها. [1] سورة النحل الآية: (36). [2] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيميه: 2/ 52 بتصرف يسير، ط/ دار ابن خلدون للتراث. الإسكندرية. بدون. [3] سورة طه الآية: (14). [4] خروج: (20/ 3 - 5) الوصايا العشر. [5] (5) مدخل لدراسة الأديان د/ صفوت حامد مبارك 1/ 107 طبعة. بدون.
اسم الکتاب : جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر عرض ونقد المؤلف : الدسوقي، رمضان الجزء : 1 صفحة : 122