وقد كفانا الصواف مؤنة الرد عليه حيث رد هو على نفسه.
وما ذكره في صفحة 43 قد ذكر مثله محمد فريد وجدي في دائرة المعارف فقال في الكلام على علم الفلك بعد أن ذكر المشتغلين به في زمان بني العباس وما بعده ما نصه:
"في كل هذه القرون كان مذهب بطليموس هو المعول عليه، وهو المذهب الذي يعتبر الأرض مركز الكون، فلما نشأ كوبرنيكس البروسي في منتصف القرن السادس عشر - أي الميلادي - أحيا مذاهب فيثاغورس الذي يفرض أن الشمس مركز المجموعة الشمسية، وأن الأرض وبقية السيارات تدور حولها".
وذكر محمد فريد أيضا في الكلام على الأرض: "أن فيثاغورس قال بدوران الأرض حول الشمس، فقبل الناس نظريته زمانا طويلا حتى نبغ الفلكي الاسكندر بطليموس الذي كان عائشا قبل الميلاد بنحو قرن ونصف، فقرر أن الأرض وإن كانت كروية إلا أنها ساكنة غير متحركة، وأن الشمس هي التي تدور حولها فراجت نظريته هذه في العقول وبقيت شائعة سائدة حتى ظهر الفلكي البولوني الشهير كوبرنيكس في القرن السادس عشر الميلادي، فقرر رأي فيثاغورس، وأيده بالأدلة الرياضية علماء الهيئة في كل مكان، ولا تزال هي السائدة إلى اليوم "انتهي.
قلت: إنما كانت سائدة عند فلاسفة الإفرنج ومن يقلدهم ويحذو حذوهم من العصريين، فأما عند المتمسكين بالكتاب والسنة فهي باطلة مردودة لمخالفتها للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع والمعقول الصحيح، وقد ذكرت الأدلة على بطلانها في أول الصواعق الشديدة فلتراجع هناك.