اسم الکتاب : ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق المؤلف : التويجري، حمود بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 257
ما يدل على أن في السماء منظومات, فضلا عن أن يكون فيه تسمية تلك المنظومات المتوهمة بروجًا.
وقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير والبغوي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار» هذا لفظ ابن جرير, وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: من فسر القرآن والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين, فهو مفترٍ على الله, ملحدٌ في آيات الله, محرفٌ للكلم عن مواضعه. انتهى.
وقد تقدم كلام المفسرين في البروج التي ذكرها الله في القرآن قريبا.
وأما قوله: وهذه السماء ذات البروج يحدث خلال منظوماتها كل يوم انشقاقات, وبتلك الانشقاقات يحدث في المجرة وخارجها سموات.
فجوابه أن يقال: هذا كله هوس وهذيان يشبه هذيان المجانين؛ ولو كان يحدث في المجرة وخارجها كل يوم سموات لكانت السموات لا تحصى من كثرتها ولكن هذا من أبطل الباطل؛ فإن السموات سبع بالنص والإجماع.
والسماء إنما تنشق يوم القيامة لا في الدنيا كما قال الله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} وقال تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} الآيات وقال تعالى: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} الآيات وقال تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}
اسم الکتاب : ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق المؤلف : التويجري، حمود بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 257