اسم الکتاب : كيفية المناظرة مع الشيعة والرد عليهم المؤلف : أحمد بن زيني دحلان الجزء : 1 صفحة : 40
في ذلك إشارة إلى أنه الخليفة بعده فأمر - صلى الله عليه وسلم - بابقاء خوخة داره غير مسدودة حتى يسهل عليه الدخول للمسجد ليصلي بالناس لأن الخليفة هو الذي يصلي بالناس وكل أمير كان يؤمره - صلى الله عليه وسلم - على جماعة كان يأمره بالصلاة بهم. قالوا ولا يعارض هذا الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سدوا كل باب في المسجد إلا باب علي" رضي الله عنه، لأن الحديث الأول أصح إسنادا وشرط التعارض التساوي ولأنه قاله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي توفى فيه حين قال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» وأما حديث علي رضي الله عنه فقد قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك ولأن بيت علي رضي الله عنه كان ملاصقا لحجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس له طريق إلى المسجد إلا بفتح باب من بيته إلى المسجد. وأما أبو بكر رضي الله عنه فإنه كان له طريق إلى المسجد من غير احتياج إلى فتح الخوخة وإنما أمر بفتح الخوخة ليسهل تردده إلى المسجد ليصلي بالناس فلا تحصل له مشقة بسلوك طريق آخر.
وهناك أمثلة كثيرة يطول الكلام بذكرها ولو كان الأخذ بظواهر القرآن جائز من غير عرضه على كلام الأئمة لأشكل كثير من الآيات. من ذلك قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [1] مع قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [2] فبينهما بحسب الظاهر تعارض يندفع بما قرره الأئمة في ذلك. قالوا إن معنى قوله تعالى {وإنك لتهدي} أنك تدل الخلق على الله وتدعوهم إلى الايمان به. ومعنى قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت} أنك لا تخلق الهداية في قلوبهم لأن الخالق لذلك هو الله تعالى. وأمثال ذلك في القرآن كثير.
فليس لنا أن نعدل عن كلام الأئمة ونأخذ ذلك بالرأي. فمن فعل ذلك كان من الضالين الهالكين. فيجب على كل من لم يبلغ درجة الاجتهاد [1] القصص: 56 [2] الشورى: 52
اسم الکتاب : كيفية المناظرة مع الشيعة والرد عليهم المؤلف : أحمد بن زيني دحلان الجزء : 1 صفحة : 40