اسم الکتاب : لعنة جماعة الأمة القبطية المؤلف : أمجاد الجزء : 1 صفحة : 28
مضى الراهب مينا البراموسي (عازر يوسف عطا سابقا) ثلاث سنوات في الدير أظهر فيها ولاءا كبيرا وطاعة لقوانين الرهبنة والتزام كبير لإدارة الدير وقياداته .. واستطاع أن يجمع بشخصيته القيادية عددا كبيرا من رهبان الدير حوله .. وتسلل الي عقولهم بأفكار جماعة الأمة القبطية العنصرية ولكن في سرية تامة لمن يطمئن لهم كلية بذكائه الفطرى .. حتَّى اجتذب حوله مجموعة من الرهبان في لقاءات واجتماعات انفرادية ليلقنهم دروس في تحليلات وشرح أفكار الأمة القبطية حول الكنيسة وأحوال الأقباط النصارى وأهدافها .. كما كان حريصا على الالتقاء ببعض الشباب وخاصة المثقف البعيد عن الأمور الدينية من زوار الأديرة مع عائلاتهم كما حدث معه سابقا ..
وبثقافته وتميزه العلمي عن كثير من الرهبان في العلوم الدنيوية الَّتِي تلقاها في مدارس الإرساليات وكذلك العلوم الدينية الَّتِي تلقاها في الأديرة استطاع أن يؤثر بقوة في عدد من زوار الدير من العلمانيين بفطرته الذكية وشخصيته المؤثرة في الآخرين وحيث أنه الأقرب والأكثر فهما لهم ولطموحاتهم عن غيره من رهبان الدير البسطاء .. حتَّى أصبح له مريدين داخل وخارج الدير .. الأمر الذي استوقف إدارة الدير .. ورغم محاولته الظهور بمظهر الزاهد في الأمور الدنيوية الملتزم بقوانين الدير وعدم إعطاء الفرصة لأن يمسك أحد من مرشديه عليه أي أخطاء أو إدانة ..
الا أن إدارة الدير لمست في تلك الشخصية القيادية طموحات خفية لا تتناسب وحياة الرهبنة .. لذا رأت أن ترشيحه أسقفا تتناسب وشخصيته لما يتمتع به من صفات قيادية ومؤثرة في الآخرين .. وبالفعل تم ترشييحه ورسامته لدرجة كهنوتية في يوم 18 يوليو 1931 .. وحاول معه الأنبا يؤانس أسقف البحيرة والغربية تكرارا إقناعه لقبول منصب أسقف إلَّا أنه رفض بشدة المناصب القيادية الكنائسية .. مصرا ومفضلا عليها حياة الرهبنة .. الأمر الذي أوقع الكثير في حيره من أمره ... لكن لم يختلف عليه أحد ولم ينكر عليه تميزه وإخلاصه للكنيسة القبطية وهذا الأمر الأهم والأجدى .. وفشلت معه المحاولات المتكررة من قياديّ الكنيسة في إقناعه بمنصب أسقف والذي يتمناه من هم أكبر منه سنا ومكانه كهنوتية .. وكعادته أصر على رفضه فهو أعلم منهم بحاله وقناعاته وطموحاته وانتماءاته الفكرية لجماعة الأمة القبطية المتطرفة والَّتِي لا يستطع البوح بها في تلك الظروف ..
ولكن إدارة الدير رفضت عودته تحت إدارتها حيث غلبت شخصيته القيادية في التأثير على مجموعة ليست بالقليل من رهبان الدير اتخذوه أبا روحيا لهم أكثر من انجذابهم وولائهم لمرشديهم ومعلميهم من رهبان الدير .. كل تلك الأحداث ولم تنقطع صلته ولا تلقيه التعليمات من معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الأمة القبطية والَّتِي كان يغتنم الفرص لرؤيتهم والالتقاء بهم وتلقي أوامرهم وإطلاعهم على أحواله مع زملائه بالدير وإبلاغهم عن الأعضاء الجدد من رهبان الدير المنضمين لأفكار الجماعة .. وكان ذلك أثناء زيارات أحدهم أو أتباعهم للدير وفي المناسبات الدينية ..
اسم الکتاب : لعنة جماعة الأمة القبطية المؤلف : أمجاد الجزء : 1 صفحة : 28