اسم الکتاب : المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 209
يجيء مضارع الفعل الذي فاؤه واو على الأصل, إذا كان على "فعُل يفعَل":
قال أبو عثمان:
1وإذا كانت الواو فاء1، وكان الفعل على "فعُل يفعَل" جاء على أصله.
وذلك قولهم: "وضُؤ يوضُؤ، ووطؤ الدابة يوطؤ", فهذا يجري مجرى "ظرُف يظرُف", فأجْرِ هذا على ما ذكرت لك إن شاء الله.
قال أبو الفتح: سألت أبا علي وقت القراءة عن هذا، فقلت: هلا حُذفت الواو من "يوطؤ، ويوضؤ"؛ لوقوعها بين ياء وضمة, كما حذفت في "يعد" لوقوعها بين ياء وكسرة على أن الضمة أثقل من الكسرة؟
فقال: إنما جاء هذا تاما ولم يحذف واوه؛ لأن باب "فعُل" لا يأتي مضارعه إلا على بناء واحد, وهو "يفعُل" نحو: "ظرُف يظرُف, وشرف يشرف".
وما كان على "فَعَلَ", فإن مضارعه يختلف، نحو: "ضرَب يضرِب، وقتَل يقتُل، وسأل يسأل".
فلما كان مضارع "فعَل" يختلف, جاز حذف الواو فيه, نحو "يَعِد", ولما كان مضارع "فعُل" لا يكون إلا على "يفعُل" لم تحذف فاؤه[2]؛ لئلا يختلف الباب. وقد لوّح أبو عثمان إلى هذا المعنى بقوله: فهذا يجري مجرى "ظرف يظرف"3 أي: لا يختلف كما لا يختلف "ظرف يظرف"3 وشرف
1، 1 ظ، ش: فإذا, وفي هامش ظ أمامها: فإذا كانت الفاء واوا, ومعنى العبارتين واحد. [2] ظ، ش: واوه.
3، 3 ساقط من ظ، ش.
اسم الکتاب : المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 209