اسم الکتاب : المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 184
باب الياء والواو واللتين هما فاءات
...
قال أبو عثمان:
باب الياء والواو اللتين هما فاءات:
1اعلم أن كل ما كان موضع الفاء منه واوا، وكان[2] فعلا، وكان على فعل, فإنه يلزم3 "يَفْعِل" ويُحذَف في الأفعال المضارعة منه "الواو" التي هي فاء, ويكون المصدر على "فِعْلَة" محذوف الفاء, وتُلقَى حركة الفاء على العين، فتصير العين مكسورة، وذلك قولك[4]: "وَعَدَ، ووَزَنَ، ووَثَبَ" تقول في "يَفْعِل" منه: "يَعِد، ويزن، ويثب, وعِدَة، وزنة، وثبة"[5], وكان الأصل فيه: "يَوْعِد، ويوزن، ووِعْدة[6]، ووزنة".
ولكنهم اتقوا وقوع الواو بين ياء وكسرة, فحذفوها[7] استخفافا، وجعلوا سائر المضارع تابعا لـ "يفعل"، فحذفوه لئلا يختلف المضارع في البناء، وجعلوا المصدر معتلا، فحذفوا فاءه فقالوا[8]: "عِدَة، وزنة"؛ لأنهم استثقلوا "وِعْدة، ووزنة", فألزموهما الحذف، ولأن المصدر قد جرى مجرى الفعل. فكما استثقلوا الواو إذا كانت[9] بين ياء وكسرة والواو ساكنة، كانوا للواو إذا كانت الكسرة فيها أشد استثقالا, فحوَّلوا كسرتها على ما بعدها وألزموها[10] الحذف؛ لأنهم لو أثبتوها بعد أن سلبوها حركتها, احتاجوا إلى ألف الوصل لئلا يبتدأ بساكن.
فلو جاءوا بألف الوصل وهي مكسورة؛ لزمهم أن يبدلوا الواو ياء؛ لأن
1 في موضع هذا الرقم من ظ، ش قبل قوله: "اعلم" كتبت هذه الجملة، وهي: قال أبو عثمان, وليست هذه الجملة في ص ولا حاجة إليها هنا. [2] ظ: أو كان.
3 ظ، ش: يلزمه. [4] ظ، ش: نحو. [5] وثبة: زيادة من ش. [6] في ص: "وعدة". [7] ظ، ش: فحذفوا. [8] ص، ظ: فقالوا. وفي هامش ظ، وفي ش: وقالوا. [9] إذا كانت: زيادة من ظ، ش. [10] ظ: ألزموا.
اسم الکتاب : المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 184