اسم الکتاب : شرح أبيات سيبويه المؤلف : السيرافي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 291
ثم انتهى إلى إنشاد بيت الشماخ:
وكلُّ خليلٍ غيرُ هاضمِ نفسهِ ... لوصْل خليل صارمٌ أو مُعارِزُ)
الهضم: الظلم ونقصان الحق. يقال: هضمت الرجل أهضمه هضما إذا ظلمته أو نقصته من حقه، وتهضمته مثله. والمعارز: المجانب المباين، يقال: عارزه يعارزه معازرة، إذا جانبه وباينه. و (كل) رفع بالابتداء و (غير) وصف لكل.
والشاهد في البيت إنه جعل (غير) وصفا لـ (كل) و (صارم) خبر (كل) و (كعارز) معطوف عليه.
والمعنى أن كل خليل لا يصبر لخليله على أشياء يكرهها، ويحتمل الهضم والنقصان من خليله؛ فإن خلتهما لا تدوم، وسيصرمه خليله أن كان لا يصبر على بعض ما يكرهه من جهته.
يريد أن المودة والاخوة والصداقة لا تثبت وتدوم بين نفسين؛ إلا أن يكون كل واحد منهما يتحمل من صاحبه أشياء لا توافقه، ويصبر له عليها. فإذا كان هذا الأمر من شأنهما دامت مودتهما.
وهو نحو قوله:
فلستَ بِمُسْتَبقٍ أخا لا تَلُمّهُ ... على شَعثٍ، أي الرجالِ المهذبُ
اسم الکتاب : شرح أبيات سيبويه المؤلف : السيرافي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 291