اسم الکتاب : شرح أبيات سيبويه المؤلف : السيرافي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 199
على ما بعد. واحتج لقوة العطف على ما عملت فيه بأنه أقرب إلى المعطوف ثم قال: ومما جاء في الشعر من الإجراء على الموضع قول عقيبة الأسدي:
(معاويَ إنّنا بشرٌ فأَشجحْ ... فلسنا بالجبالِ ولا الحديدا)
الشاهد فيه إنه نصب (الحديد) وعطفه على موضع الباء.
ومعنى قوله أسجح: سهل علينا حتى نصبر، فلسنا بجبال ولا حديد فنصبر على ما تفعله بنا. وبلغني عن بعض من تأدب بالنظر في أبيات من الشعر - ودخل على بعض السلاطين الذين لا يميزون من دخل إليهم إلا بحسن الزي والهيئة - إنه أنكر استشهاد سيبويه بهذا البيت وقال: البيت مجرور، ومعه أبيات مجرورة.
ولم يعلم أن هذا البيت يروى نصبا مع أبيات منصوبة، ويروى جرا مع أبيات مجرورة. فمن رواه بالنصب روى معه:
أقيموها بني حربٍ إليكمْ ... ولا ترموا بها الغرضَ البعيدا
ومن رواه بالجر روى معه:
أكلُتم أرضَنا فجردتموها ... فهلْ من قائمٍ أو من حصيدِ
اسم الکتاب : شرح أبيات سيبويه المؤلف : السيرافي، أبو محمد الجزء : 1 صفحة : 199