اسم الکتاب : شرح التسهيل المؤلف : ابن مالك الجزء : 1 صفحة : 207
وإنّ لساني شُهْدَةٌ يُشْتَفى بها ... وهُوَّ عَلى مَنْ صَبِّه اللهُ عَلْقَمُ
أراد: من صبه الله عليه، وقد يحذف منصوب صلة الألف واللام كقوله:
ما المستفِزُّ الهوى محمودَ عاقبة ... ولو أُتِيحَ له صفوٌ بلا كَدَرِ
وقد يحذف العائد المجرور لوجود مثله بعد الصلة كقوله:
لو أنَّ ما عالجتُ لين فؤادِها ... فقسا استُلِينَ به لَلان الجَنْدَل
أراد: لو أن ما عالجت به لين فؤادها فقسا، فحذف به المتصل بعالجت استغناء عنه بالمتصل باستلين وإن كان بعد الصلة، لأنه عائد على ما، والكلام واحد، وإلى مثل هذين أشرت بقولي: وقد يحذف المجرور بحرف، وإن لم يكمل شرط الحذف.
وقيدت جواز حذف العائد المرفوع بكونه مبتدأ احترازا من غير المبتدأ كالفاعل، فإن حذفه وحذف ما أشبهه لا يجوز، وأما المبتدأ فإن عاد على أيّ جاز حذفه بإجماع طالت الصلة أو لم تطل، ما لم يكن خبره جملة أو ظرفا. وإن عاد على غير أي ولم يكن خبره جملة ولا ظرفا جاز حذفه عند الكوفيين مطلقا كجوازه في صلة أي، ولم يجز حذفه عند البصريين دون استكراه إلا إذا طالت الصلة، كقول بعض العرب: ما أنا بالذي قائلٌ لك سوءا، أراد: ما أنا بالذي هو قائل لك سوءا، فحسُن الحذف لطول الصلة بالمجرور والمنصوب. فإن زاد الطول ازداد الحذف حسنا كقوله تعالى (وهو الذي في السماء إلهٌ وفي الأرض إله) التقدير والله أعلم: وهو الذي في السماء إله، وهو في الأرض إله.
فإن عدمت الاستطالة ضعف الحذف ولم يمتنع كقول الشاعر:
اسم الکتاب : شرح التسهيل المؤلف : ابن مالك الجزء : 1 صفحة : 207