اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 64
ويُخْطِىء أخرى [1]، والمراد: يركب عَمْياءَ، أي ناقةً عمياءَ، و"الخَبْطُ": الضَّرْبُ، يقال: خَبَطَ البعيرُ بِيَدَيْه الأرضَ خَبْطًا، إذا ضَرَبَها، ومنه قيل: "خَبْطُ عَشْواءَ"، وهي الناقةُ التي في بَصَرها ضعفٌ، فهي تخبط إذا مشتْ، لا تتوقّى شيئًا. قال الخليل: "العَشْواءُ هي الناقة التي لا تبصر ما أمامها، فهي تخبط بيدَيها كل شيء، وقد يكون ذلك من حدَّتها، فهي ترفع طَرْفَها، ولا تتعمّد موقع يَدَيْها".
قال: "وقال ما هو تقوُّلٌ وافتراءٌ وهُراءٌ، وكلامُ الله منه بُراءٌ".
و"التقوُّلُ": الباطلُ، وهو مصدرُ "تَقَوَّلَ تَقَوُّلًا"، وهو بناءٌ للدخول في أمرٍ ليس منه، كقولهم: "تَقَيَّسَ" و"تَنَزَّرَ"، إذا انتمى إلى "قَيْسٍ" و"نِزارٍ"، وليس منهم. و"الافتراءُ": الاختلاقُ، "افتعالٌ" من الفِرْيَة والخَلْقِ، وهو الكذب. و"الهُراءُ": المنطقُ الفاسدُ، يقال منه: "أَهْرَأَ الرجلُ في منطقه"، وقيل: "الهُراءُ": الكثيرُ؛ قال ذو الرُّمَّة [من الطويل]:
23 - لها بَشَرٌ مِثْلُ الحَرِيرِ ومَنْطِقٌ ... رَخِيمُ الحَواشِي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ (2)
و"البُراءُ": بمعنى "البَرِيءِ"، يقال: "بُراءٌ" و"بَرِيءٌ"، مثل "طُوالٍ" و"طَوِيلٍ".
* * *
قال: "وهو المِرْقاةُ المنصوبةُ إلى عِلْم البيان، المُطْلِع على نُكَتِ نَظْم القرآن".
"المِرْقاةُ": الدَّرَجَةُ. و"البَيانُ": الكَشْفُ عن الشيء، و"البيانُ": الفصاحةُ؛ المرادُ به ههنا: علمُ الكلام المنثور" نحو الجِناسِ والطِّباق، ونحوهما. و"المُطْلِعُ": المُظْهِرُ، قال: أَطْلَعْتُهُ على الأمر، إذا أَرَيْتَه إِيّاه، والمرادُ أنّه وُصْلَةٌ إلى فَهْم معاني كتاب الله- عزّ وجلّ- ومعرفةِ فوائده.
* * *
وقوله: "الكافِل بإبراز محاسنه".
"الكافلُ": الكافي، مِن "كَفَلَ اليَتيمَ"، إذا كفاه، ومنه قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} (3) [1] ورد المثل في الألفاظ الكتابيّة ص 37؛ وثمار القلوب ص 354؛ وزهر الأكم 2/ 185؛ولسان العرب 15/ 52 (عشا)؛ ومجمع الأمثال 2/ 414.
(2) البيت لذي الرمة في ديوانه ص 577؛ وجمهرة اللغة ص 1106؛ والخصائص 1/ 29، 3/ 302؛ وشرح شواهد الإيضاح ص 333؛ وشرح شواهد الشافية ص 491؛ ولسان العرب 1/ 181 (هرأ)، 5/ 203 (نزر)؛ والمقاصد النحويّة 4/ 285.
(3) آل عمران: 37.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 64