اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 442
الهمزة، وكسرِ الميم. يقال: أَجْمَعْتُ على الأَمْر، وأجمعتُه. فذهب قومٌ إلى أنّه من هذا الباب مفعولٌ معه، وذلك لأنّه لا يجوز أن يُعطَف على ما قبله, لأنّه لا يقال: "أجْمعتُ شُركائي". إنّما يقال: "جمعتُ شركائي"، و"أجمعتُ أمري". فلمّا لم يجز في الواو العطفُ، جعلوها بمنزلةِ "مَعَ"، مثلَ "جاءَ البَرْدُ والطَيالِسةَ"، ويجوز أن تُضمِر للشركاء فعلًا يصِحّ أن يُحمَل عليه الشركاءُ، ويكون تقديرُه: فأَجمِعوا أمركم، واجْمَعوا شركاءكم، كما قال [من مجزوء الكامل]:
264 - يا لَيْتَ زَوْجَكِ قد غَدَا ... متقلِّدًا سَيْفًا ورُمْحَا
يريد متقلِّدًا سيفًا، ومعتقِلًا رمْحًا، حَمْله على ما قبله، لأنّه لا يقال: تقلّدتُ الرمحَ كما لا يقال: أجمعتُ الشركاء. وروى الأصمعيُّ عن نافع {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} [1] بوَصْل الهمزة، وفتح الميم، فعلى هذه القِراءة يجوز أن يكون "الشركاء" معطوفًا على ما قبله، وأن يكون مفعولًا معه. وأمّا قولهم: "ما لك وزيدًا"، و"ما شأنكُ وعمرًا"، فهو نصبٌ أيضًا. وإنّما نصبوا ها هنا، لأنّه شريكُ الكاف في المعنى، ولا يصِحّ عطفُه عليها، لأنّ الكاف ضميرٌ مخفوضٌ، والعطفُ على الضمير المخفوض لا يصحّ إلّا بإعادة الخافض. ولم يجز رفعُه بالعطف على الشأن، لأنّه ليس شريكًا للشأن، لأنّه لم يُرَد أن يُجمَع بينهما. وإنّما المراد: ما شأنُك، وشأنُ عمرو؟ وقال سيبويه [2]: فإن أراد ذلك كان مُلْغِزًا، يعني: إن أراد: وما شأنُ عمرو، كان خِلافَ المفهوم من اللفظ، فيكون المتكلّم به مُلْغِزًا. فلمّا لم يجز خفضُه، ولا رفعُه، حُمل الكلام على المعنى، وجُعل: "ما
264 - التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 108، 6/ 238؛ وأمالي المرتضى 1/ 54؛ وخزانة الأدب 2/ 231، 3/ 142، 9/ 142؛ والخصائص 2/ 431؛ وشرح شواهد الإيضاح ص 182؛ ولسان العرب 1/ 422 (رغب)، 2/ 287 (زجج)، 593 (مسح)، 3/ 367 (قلد)، 8/ 42 (جدع)، 57 (جمع)، 15/ 359 (هدى)؛ والمقتضب 2/ 51.
المعنى: يا ليت زوجك قد غدا في الحرب حاملًا رمحه، وواضعًا سيفه على جنبه.
الإعراب: "يا ليت": "يا": حرف تنبيه، "ليت": حرف مشبه بالفعل. "زوجكِ": اسم "ليت" منصوب بالفتحة، والكاف: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. "قَدْ": حرف تحقيق. "غدا": فعل ماضٍ مبنيّ على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. "متقلدًا": حال منصوبة بالفتحة. "سيفًا": مفعول به لاسم الفاعل "متقلدًا" منصوب بالفتحة. "ورمحا": الواو: عاطفة بين مفردات أو جمل، "رمحا": اسم معطوف منصوب بالفتحة، أو مفعول به لفعل محذوف.
وجملة "يا ليت زوجكِ قد غدا": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "غدا" في محلّ رفع خبر "ليت".
والشاهد فيه قوله: "رمحًا" عطف "رمحًا" على "سيفًا" وإن كان الرمح لا يتقلد. فـ "متقلدًا" مسلطٌ عليه وعاملٌ في المعطوف والمعطوف عليه جميعًا. [1] يونس: 71، ولم أقع على هذه القراءة في معجم القراءات القرآنية. [2] الكتاب 1/ 308.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 442