responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 414
و"أما زيداً فجدعا له، وأما عمراً فسقياً له".
* * *
قال الشارح: والدعاء بمنزلة الأمر والنهي في اختيار النصب، لأنّ سبيله سبيلُ الأمر والنهي في الإعراب من كلّ وجهٍ، وهو في المعنى مثلُ الأمر، وكذلك أن الداعي ملتمِسٌ من المدعوّ إيقاعَ ما يدعوه به، إلّا أنّ الجُمْهُور لا يسمّون مسألةَ من هو فوقَك أمرًا، وربّما سماه بعضُهم أمرًا، واحتجّ عليه بقول الشاعر [من الطويل]:
249 - أمرْتُك أَمْرًا جازِمًا فَعَصَيْتَني ... وكان من التَّوْفِيق قَتْلُ ابنِ هاشِمِ
البيت لعمرو بن العاص يخاطب مُعاوِيَةَ، وكان فوقه. والأعمُّ الأكثرُ ما قدّمناه، ويجوز أن يكون عمرٌو رأى نفسَه من طريقِ المَشْوَرَةِ والرأي وحاجةِ معاوية إليه فوقه، فسمّى سؤالَه أمرًا لذلك، وقال أبو الأسْوَد [من الطويل]:
أمِيرانِ كانا صاحِبَيَّ كِلاهما ... فكُلا جَزاه اللهُ عنّي بما فَعَلْ

= الفتح المقدر على الألف للتعذر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "اللهُ": فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. "عنّي": جارّ ومجرور متعلقان بالفعل "جزى". "بما": الباء: حرف جرّ، "ما": حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والمصدر المؤول من "ما" والفعل بعدها في محل جرّ بحرف الجرّ، والتقدير: "بفعله"؛ أو"ما": اسم موصول مبني في محل جرّ بحرف الجر، والتقدير: "بما فعله"، والجارّ والمجرور في الحالين متعلقان بالفعل "جزى". "فعل": فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة "هما أميران": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كانا صاحبي": في محل رفع صفة، أو خبر ثان. وجملة "جزى الله كُلاّ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جزاه الله عني": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فعل": (باعتبار أن "ما" موصولية) لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "كُلاَّ جزاه الله" حيث انتصب "كُلاَّ" بفعل محذوف مقدر لوقوعه في الدعاء الذي هو بمنزلة الأمر.
249 - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
الإعراب: "أمرتك": فعل وفاعل ومفعول به. "أمرًا": مفعول مطلق منصوب. "جازمًا": نعت منصوب. "فعصيتَني": الفاء حرف استئناف، وعصى: فعل ماضٍ، والتاء ضمير متصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والنون حرف للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. "وكان": الواو حرف استئناف، وكان: فعل ماضٍ ناقص. "من التوفيق": جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف. "قتلُ": اسم "كان" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "ابن": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "هاشم": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "أمرتك": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "عصيتني": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "كان": واسمها وخبرها استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "أمرتُكَ"، وهو يخاطب معاوية بن أبي سفيان، وكان فوقه مرتبةً.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست