اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 361
حذف حرف النداء فصل
قال صاحب الكتاب: "ويجوز حذف حرف النداء عما لا يوصف به "أيّ". قال الله تعالى: {يوسف أعرض عن هذا} [1] , وقال: {رب أرني أنظر إليك} [2]. وتقول: "أيها الرجل", و"أيتها المرأة" و"من لا يزال محسنًا إليّ", ولا يحذف عما يوصف به "أيّ", فلا يقال: "رجل" ولا "هذا"".
* * *
قال الشارح: قد تقدّم القول إن الغرض بالنداء التصويتُ بالمنادى ليُقْبِلَ. والغرضُ من حروف النداء امتدادُ الصوت وتنبيهُ المدعوّ، فإذا كان المنادَى متراخِيًا عن المنادِي، أو مُعْرِضًا عنه لا يُقْبِل إلّا بعد اجتهادٍ، أو نائمًا قد استثقل في نَوْمه، استعملوا فيه جميعَ حروف النداء ما خلا الهمزةَ، وهي "يَا" و"أيَا"، و"هَيَا"، و"أيّ" يمتدّ الصوتُ بها ويرتفع، فإن كان قريبًا، نادوه بالهمزة، نحوَ قول الشاعر [من الطويل]:
أزيدُ أخا وَرْقاءَ إن كنتَ ثائرًا (3)
لأنّها تُفيد تنبيهَ المدعوّ، ولم يُرَد منها امتدادُ الصوت لقُرب المدعوّ، ولا يجوز نداءُ البعيد بالهمزة لعدمِ المَدّ فيها، ويجوز نداءُ القريب بسائرِ حروف النداء توكيدًا.
وقد يجوز حذفُ حرف النداء من القريب، نحو قوله [من البسيط]:
219 - حارِ بنَ كَعْبٍ ألا أحْلامَ تَزْجُرُكم ... [عَني وأنتمْ من الجُوفِ الجماخيرِ] [1] يوسف: 29. [2] الأعراف: 143.
(3) تقدم بالرقم 193.
219 - التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص 178؛ وخزانة الأدب 4/ 72، 75؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 554؛ وشرح شواهد المغني 1/ 210؛ والمقاصد النحوية 2/ 362؛ وبلا نسبة في شرح شواهد الإيضاح ص 107؛ ولسان العرب 15/ 208 (قوا).
اللغة: الجُوْف: جمع أجوف، وهو العظيم الجوف. والجماخير: جمع جُمخور، وهو الضعيف.
المعنى: أيها القوم أليس لديكم من الحكمة ما يحول تطاولكم عليَّ والظاهر أنه ليس لديكم إلا البطون العظيمة. =
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش الجزء : 1 صفحة : 361