responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 324
فتح اللامَ الأوُلى من "الناس"، لأنّهم مستغاث بهم، وكسر الثانية لأنّه مستغاثٌ من أجله.
ومنه ما يُرْوَى أنّ عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، لمّا ضربه العَلْجُ قال: "يا لَلَّهِ لِلمسلمين". وموضعُ هذه اللام المفتوحة نصبٌ، والعاملُ فيها العاملُ في المنادَى المضافِ النصبَ، وهو ما ينوب عنه حرفُ النداء من الفعل، فإذا قال: "يا لِزيد"، فكأنّه قال: أدعوكم لِزيد، وكانت [1] اللامُ المكسورةُ مفعولاً ثانيًا، وأمّا قوله [من الخفيف]:
يا لَعَطّافِنا ويا لَرِياحِ
فهو إشارةٌ إلى قول الشاعر، وهما من أبيات الكتاب:
يا لَقَوْمِي مَنْ لِلعُلا والمَساعِي ... يا لَقَوْمي مَن للنَّدَى والسَّماح
يا لَعَطافِنا ويا لَرِياحِ ... وأبي الحَشْرَجِ الفَتَى النَفّاحِ (2)
يَرْثِي رجالاً من قومه، هذه أسماؤُهم، يقول لم يَبْقَ: للعُلا والمساعي مَن يقوم بهما بعدَهم.
والنَّفّاح: الكثيرُ العَطاءِ، ويُروى الوَضاح من الوَضَح، وهو البَياض، كأنّه أبيضُ الوجهِ لكَرَمِه.
وأمّا دخول اللام للتعجّب، فنحو قولهم: "يا لَلماء"، كأنّهم رأوا عَجَبًا وماء كثيرًا، فقالوا: "تَعالَ يا عجبُ ويا ماءٌ فإنّه من إبّانك ووَقْتِك".
وقالوا: "يا لَلدواهِي"، أي: تَعالَيْنَ، فإنّه لا يُستنكر لكُن لأنّه من أحْيانِكنّ، وكلُّ قولهم هذا في معنَى التعجّب والاستغاثةِ، ومثلُه قول الشاعر [من الطويل]:
190 - لَخُطّابُ لَيْلَى يا لَبُرْثُنَ مِنْكُمُ ... أَدَلُّ وأَمْضَى من سُلَيْكِ المَقانِبِ

= من الإعراب. وجملة الاسغاثة: استئنافية لا محلّ لها من الإعراب، وهي "يا للناس للواشي".
والشاهد فيه قوله: "يا للناس للواشي" حيث فتح لام المستغاث به "للناس" وكسر لام المستغاث من أجله " للواشي".
[1] في الأصل: "وكان"، والأفصح التأنيث.
(2) تقدم بالرقم 186.
190 - التخريج: البيت لقران الأسدي في الأغاني 20/ 354؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 604؛ ولسان العرب 10/ 443 (سلك)؛ ومعجم الشعراء ص 326؛ وللمجنون في ديوانه ص 61؛ ولسان العرب 13/ 50 (برثن)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 63؛ وجمهرة اللغة ص 374؛ والمقرب 1/ 183.
اللغة: بُرثن: قوم ليلى زوجة الشاعر، وكانوا قد أفسدوها عليه، فقال لهم هذا متعجبًا من فعلهم، وجعلهم في الاهتداء إلى إفسادها، والتلطف في تغييرها عليه، واستمالتها أهدى من السُّليك بن السلكة في الفلوات، وهو أحد عدَّائي العرب المشهورين. والمقانب: جمع مفردها مِقْنب، والمقنب الجماعة من الإبل. =
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست