responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 291
فرفع لمّا أفْرَدَ, لأنّه لم يدخله معنًى غيرُ الذي يوجِبه اللفظُ كما كان ذلك في حالِ التثنية، فإذا قلت: "حَنانَيْكَ"، فهو منصوبٌ بفعل مضمر تقديرُه: تَحَنَّنْ تحنُّنًا بعد تحنُّن، لكنّهم حذفوا الفعلَ, لأنّ المصدر صار بدلًا منه كما كان ذلك في "سَقْيًا لك ورَعْيًا". قال الشاعر [من الطويل]:
165 - أبَا مُنْذِرٍ أفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا ... حَنانَيْك بَعْضُ الشَّرّ أَهْوَنُ مِن بعضِ
والتحنُّن: الرحْمةُ والخيرُ، فمعنَى قول القائل: "حنانَيْك": تحنُّنًا بعد تحنُّنٍ، أي كلَّما كنتَ في رحمة وخير، فلا تقطعنّ ذلك، وَلْيكنْ موصولًا بآخَرَ من رحمتك.
وأمّا "لَبَّيْكَ" و"سَعْدَيْكَ"، فهما مثنَّيان، ولا يُفْرَد منهما شيءٌ، ولا يُستعملان إلَّا مضافَيْن لِما ذكرتُه لك من إرادةِ معنى التكثير، فلمّا تَضمَّن لفظُ التثنية ما ليس له في الأصل من معنى التكثير، لزم طريقةً واحدةٌ ليُنِّبىء عن ذلك المعنى، فـ"لَبَّيْكَ" مأخوذٌ من قولهم: ألَبَّ بالمكان إذا أقام به، وألبَّ على كذا إذا أقام عليه، ولم يُفارِقه.

= منفصل في محلّ رفع مبتدأ. "بالحي": جار ومجرور متعلّقان بـ"عارف". "عارف": خبر المبتدأ. جملة "فقالت": بحسب ما قبلها. وجملة "أمري حنان": في محلّ نصب مفعول به. وجملة "ما أتى بك": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أتى بك": في محلّ رفع خبر المبتدأ "ما". وجملة "أذو نسب": المؤلفة من المبتدأ المحذوف والخبر استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أنت بالحي عارف": معطوفة على جملة "أذو نسب".
والشاهد فيه قوله: "حنان" المرفوع بتقدير مبتدأ، فرفع لما أفرد؛ لأنه لم يدخله معنى غير الذي يوجبه اللفظ كما كان ذلك في حال التثنية.
165 - التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص 66؛ والدرر 3/ 67؛ ولسان العرب 13/ 130 (حنن)؛ وهمع الهوامع 1/ 190؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 1273؛ والمقتضب 3/ 224.
اللغة: أبو منذر: كنية عمرو بن هند.
الإعراب: "أبا": منادى مضاف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. "منذرٍ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أفنيت": فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: فاعل محله الرفع. "فاستبق": الفاء: استئنافية، "استبقِ": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنتَ. "بعضنا": مفعول به منصوب بالفتحة، ونا: مضاف إليه محله الجر. "حنانيك": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وكاف الخطاب: مضاف إليه محله الجر. "بعض": مبتدأ مرفوع بالضمة. "الشرّ": مضاف إليه مجرور بالكسرة "أهون": خبر مرفوع بالضمة. "من بعض": جار ومجرور متعلقان بـ "أهون".
وجملة "أبا منذر": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أفنيت": إستئنافية لا محل لها. وكذلك جملة "استبقِ": وجملة "تحنّن حنانيك".
والشاهد فيه: نصب "حنانيك" على المصدر الموضوع موضع الفعل، التقدير: تحنَّن علينا تحنُّنًا، وثُنّي مبالغة وتكثيرًا أي: تحنَّن تحنُّنًا بعد تحنننٍ ولم يقصد التثنية خاصة. وإنما جعلت التثنية علمًا للتكثير هنا, لأنها تضعيف العدد وتكثيره.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست