responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 181
وكان يُونُسُ، وعِيسَى، وأبو زيد، والكسائيُّ، فيما حكاه أبو عثمان، ينظرون إلى "جوارٍ"، ونحوه من المنقوص؛ فكلّ ما كان له نظيرٌ من الصحيح مصروفٌ، صرفوه؛ وما لم يكن نظيرُه مصروفًا، لم يصرفوه، وفتحوه في موضع الجرّ، كما يفعلون في غيرِ معتلّ [1]، ويسكنونه في موضع الرفع خاصةً. قال الفَرَزْدَق [من الطويل]:
111 - ولَوْ كان عبدُ الله مَوْلًى هَجَوْتُهُ ... ولكن عبدَ الله مولَى مَوالِيَا
ففتح في موضع الجرّ، وهو قول أهلِ بغداد؛ والصرفُ قولُ الخليل، وسيبويه [2]، وأبي عمرو بن العَلاء، وابن أبي إسحاق، وسائرِ البصريّين.
فأمّا قول صاحب الكتاب: "وحَضاجِرُ، وسَراوِيلُ، في التقدير جمعُ حِضجْر، وسِرْوالَةٍ"، فإشكالٌ أورده على نفسه, لأنّه قد تقدّم من قاعدةِ هذا الباب أن يكون جمعًا لا نظيرَ له في الآحاد؛ و"حضاجرُ" على زنةِ "دَراهِمَ"، و"سَواهِمَ": الضَّبُع [3] مفردٌ.
قال الشاعر [من مجزوء الكامل]:
هَلاَّ غَضِبْتَ لرَحْلِ جا .... رِك إذ تُجرَّده حَضاجِرْ (4)

[1] في نسخة "المعتلّ". (عن هامش الطبعة المصريّة).
111 - التخريج: البيت للفرزدق في إنباه الرواة 2/ 105؛ وبغية الوعاة 2/ 42؛ وخزانة الأدب 1/ 235 - 239، 5/ 145؛ والدرر 1/ 101؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 311؛ وشرح التصريح 2/ 229؛ والكتاب 3/ 313، 315؛ ولسان العرب 15/ 47 (عرا)، 409 (ولى)؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص 114؛ ومراتب النحويين ص 31؛ والمقاصد النحوية 4/ 375؛ والمقتضب 1/ 143؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني 3/ 541؛ وهمع الهوامع 1/ 36.
المعنى: يقول: لو كان عبد الله من الموالي لهجوته، ولكنّه مولى موالٍ، أي أنّه خسيس لا يستحق أن أهجوه.
الإعراب: "ولو": الواو حرف استئناف، "لو": حرف شرط غير جازم."كان": فعل ماضٍ ناقص. "عبد": اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور "مولى": خبر "كان" منصوب. "هجوته": فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "ولكن": الواو حرف استئناف، "لكنّ ": حرف مشبّه بالفعل. "عبد": اسم "لكنّ" منصوب، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور. "مولى": خبر "لكنّ" مرفوع، وهو مضاف "مواليا": مضاف إليه مجرور بالفتحة لانّه ممنوع من الصرف لأنه على صيغة منتهى المجموع، والألف للإشباع. وجملة: "لو كان عبد الله ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هجوته" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "لكن عبد الله ... " استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "مولى مواليا" حيث عامل الاسم المنقوص الممنوع من الصرف في حالة الجرّ معاملة الاسم الصحيح، فأثبت الياء، وجرّه بالفتحة بدلًا من الكسرة، وهذا شاذّ.
[2] انظر الكتاب 3/ 312 - 313.
[3] في نسخة: "وهو اسم للضبع" (عن هامش الطبعة المصرية).
(4) تقدم بالرقم 63.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست