اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 180
((يقال جاورتهم جِوارًا، والجُوار بضم الجيم اسم، والأحسن على مذهب الطائي: أن تُخفف همزة ((جُؤَار)) وتُجْعل واوا؛ لأن الجُؤَار بالهمزة ليس من لفظ الجِوار، الذي هومجاورة؛ فإذا خففتَ الهمزة وضممت جيم الجِوار، الذي هواسم للمجاورة؛ فالتجنيس كامل، وإن كسرت الجيم فهومخالف بالحركة لا غير)) [1].
ـ قال عند قول أبي تمام:
وَمَقدودَةٍ رُؤدٍ تَكادُ تَقُدُّها ... إِصابَتُها بِالعَينِ مِن حَسَنِ القَدِّ [بحر الطويل]
((... والجيد: ((رُؤْد)) بالهمزة، بالهمز، وهي المُتثنِّية، و ((الرُّد)) بغير همز: الطَّوَّافة في بيوت جاراتها، وكان يكون ذمًّا، إلا أن تُخَفَّف الهمزة)) [2].
وقال: لَمّا قَرا الناسُ ذاكَ الفَتحَ قُلتُ لَهُم ... وَقائِعٌ حَدِّثوا عَنها وَلا حَرَجا [بحر البسيط]
((أراد قرأ الناس، من قراءة الكتاب؛ فخفف الهمزة، ولايحسن أن يحمل على غير هذه اللفظة [؛ لقرينة السياق] من قِرَى الضيف، ولا من قرا الشيء؛ إذا تتبعه)) [3].
ـ قال عند قول أبي تمام:
وَثَناياكِ إِنَّها إِغريضُ ... وَلِآلٍ تومٌ وَبَرقٌ وَميضُ [بحر الخفيف]
((... يقال للؤلؤة العظيمة تُؤْمَة والجمعُ تُؤَم. وهذا الوجه أجود من أن تُجعَل ((تُومُ)) جمع تُؤَام على تخفيف الهمزة؛ لأن ذلك قليل)) [4]. [1] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 174ب36]. [2] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 61ب5]. [3] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 331ب7]. [4] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 287ب1]. ومن المواضع التي ذكرها التبريزي مؤيدا فيها أبا العلاء ودالة على أن تخفيف الهمزة لا يجوز في حالة عدم أمن اللبس، قوله عند قول أبي تمام:
نَزرا كَما اِستَكرَهتَ عائِرَ نَفحَةٍ ... مِن فارَةِ المِسكِ الَّتي لَم تُفتَقِ [بحر الكامل].
((و ((فارة المسك)) ادعى قوم أنها لا تهمز؛ لأنها غيرُ مشبهةٍ بالفأرة من الحيوان))، [2/ 408]
ومن أمثلة عدم جواز الهمز لقرينة عروضية عند التبريزي قوله عند قول أبي تمام:
ما في وُقوفِكَ ساعَةً مِن باسِ ... نَقضي ذِمامَ الأَربُعِ الأَدراسِ [بحر الكامل].
((أصل البأس الهمز، ولا يجوز همزه هاهنا؛ لأنه يصير عيبًا في القافية، كما أنه إذا كان في قوافٍ ليس فيها لين لزم تحقيق الهمزة، كما قال الراجز:
قد خَطَبَ النومُ إلىَّ نفسي
هَمْسًا وأخْفى من نَجِيِّ الهمْسِ
وما بأن أطلبهُ من بأس ...)) [2/ 242ب1]
ومن المواضع التي أجاز فيها الهمز استنادًا إلى المعنى: [3/ 77ب3] و [2/ 314ب21]، [4/ 578ب47]، [4/ 590ب42]، [4/ 581ب4]
اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 180