اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 174
وَإِذا رَأَيتَ أَسى امرِئ أَوصَبرَهُ يَومًا فَقَد عايَنتَ صورَةَ رائِهِ [بحر الكامل]
((هذا شيء استعمله الطائي وغيره [1]، فأما مذهب سيبويه في ذلك فإذا حمل عليه كان [2] كالعيب؛ لأنه (أي سيبويه) لا يجعل ((همزة حوبائه)) وما كان مثلها إذا خففت في هذا الموضع ياء خالصة ولكن يكون بين بين، وياء رايه ياء خالصه لا يجوز قلبها إلى الهمزة في هذا الموضع فيقع الاختلاف في الرَّوِي، فأما غير سيبويه فلا يبعد في مذهبه أن يجعل همزة حوبائه ومثلها إذا خفف ياء وهو مذهب ضعيف)) [3].
من خلال النص السابق يفهم التالي: تقلب الهمزة ياء بين بين إذا كانت:
1 ـ همزة بعد ألف تأنيث ممدودة. [1] المقصود أن أبا تمام لم يقلب الهمزة في كلمتي ((حوبائه)) و ((رائه)) ياء.
(2)؛ أي: عدم القلب. [3] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 38]. وردد التبريزي هذا الكلام نفسه عند مناقشته لكلمة ((صحائف))، فقال: ((وإذا قلت صحائف فالهمز واجب، ويجوز أن تُجْعل الهمرة بين بين، والذي دل عليه كلام سيبويه أنه لا يجوز أن تجعلها ياء خالصة، وقد حكي غير ذلك أبوعلى الجرمي؛ فزعم أنهم يقولون عجايز بياء خالصة، وكذلك الحكم في كل ما كان على فعائل)). [1/ 40ـ41]. وورد أيضا مصطلح ((الياء الخالصة)) عند التبريزي في موضع آخر حين قال: ((الريم: الظبي الأبيض الخالص البياض، وأصله الهمز، ويجوز أن تُجْعل الهمزة ياء خالصة فيقال: ريم، وقالوا في الجمع أرآم بالهمز، ولم يقولوا أريام)). [1/ 76ـ 77]، كما نراه يستخدم مصطلح ((همزة البين بين))، فقال عند قول أبي تمام:
تَاللهِ نَدري أَالإِسلامُ يَشكُرُها ... مِن وَقعَةٍ أَم بَنوالعَبّاسِ أَم أُدَدُ [بحر البسيط]
((... ((أَالإسلام)): أدخل همزة الاستفهام على ألف الوصل، التي مع لام التعريف؛ وإذا فعلوا ذلك مَدُّوا مَدَّة تقوم مقام الحرف؛ ليفرقوا بين الاستفهام والخبر، فإن خلصت المدة صار جمعًا بين ساكنين في حشوالبيت، وذلك عند البصريين غير جائز. وقد حكي قطع همزة الوصل في مثل هذا الموضع، وهوقليل، وأحسن من ذلك أن تُجْعَلَ بين بين: لا مدة ساكنة، ولا همزة مخففة)). [2/ 19ب40]
اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 174