اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 154
لَئِن جَحَدتُكَ ما لاقَيتُ فيكَ فَقَد ... صَحَّت شُهودُ تَباريحي وَتَعذيبي [بحر البسيط]
((.. والتباريح: جمع تبريح، كما قالوا التكاليف في جمع التكليف، والتباشير في جمع التبشير، وأصل المصادر ألا تجمع، وربما استحسنوا فيها ذلك إذا اختلفت الأنواع)) [1].
فتعليل جواز جمع المصدر في بيت أبي تمام اختلاف الأنواع؛ أي: تبريح مختلف عن تبريح، وتبشير مختلف عن تبشير، ولعل لهذا غرضا بلاغيا، بل إن له لغرضا بلاغيا حقا؛ فقد دل على مبلغ ما تحمل فيه؛ إذ تعاورته واختلفت عليه أنواع التباريح؛ فمن خفيف إلى ثقيل، ومن ضعيف إلى قوي، ومن قصير إلى طويل.
- مصادر الأفعال وسيلة لتحديد معناها:
أشار أبوالعلاء إلى أن المصادر قد تكون وسيلة لتحديد معنى الفعل. وقد تكون أيضا وسيلة من الوسائل التي تتخذها اللغة ((لأمن اللبس)). قال: ((إنهم يفرقون بالمصادر بين الأفعال التي أصلها واحد في الاشتقاق؛ فيقولون: ((خَفَّ الشيء خِفَّة))؛ إذا كان خفيف الزنة، و ((خَفَّ خُفُوفًا))؛ إذا ارتحلوا)) [2].
ـ الجموع:
كان من عادة أبي العلاء أن يذكر مفردات الجموع التي تقابله، وكان هذا ولا شك يسهم كثيرا في توضيح المعنى. قال عند قول أبي تمام:
ضَمِنَت لَهُ أَعجاسُها وَتَكَفَّلَت ... أَوتارُها أَن تُنقَضَ الأَوتارُ [بحر الكامل]
((الأوتار الأولى: جمع وَتَر القوس. والأوتار الثانية: جمع وَتْر من الذَّحْل. وهوتجنيس التساوي والتوافق)) [3].
ومن خلال دراسة الجموع عند أبي العلاء نخرج ببعض الحقائق التالية: [1] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 158ب3]. [2] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [1/ 240ب3]. [3] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [2/ 179ب50].
اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 154